التاريخ: 2012-02-18 10:20:32

محمد نجيب - sda -  يعمل في شرطة محافظة الخليل وحدة مكونة من 25 عنصراً من الشرطة الخاصة النسائية SPF من مختلف الرتب، واللواتي تلقين تدريبات مكثفة في مكافحة الشغب باستخدام وسائل غير قاتلة. ومع ان تجربة انخراط المرأة الفلسطينية في سلك الشرطة تجربة حديثة، فان مشاركة 25 امرأة في شرطة مكافحة الشغب بكامل عتادهن في مدينة تعتبر الاكثر مُحافَظةً من ناحية اجتماعية كمدينة الخليل تبدو تجربة غريبة. وتتنوع مهام وحدة مكافحة الشغب النسائية في الشرطة الخاصة ما بين تفريق المظاهرات والاعتصامات، والتجمعات والإضرابات والمسيرات التي تشارك فيها النساء، حفظ النظام خلال المباريات الرياضية، فض الخلافات العشائرية والعائلية في مدينة الخليل وقراها، حماية المهرجانات والمناسبات العامة الكبيرة، ومرافقة السجينات الخطيرات من السجن الى المحاكم. وعبّر المقدم مدحت حجو قائد وحدة الشرطة الخاصة SPF في جهاز الشرطة الفلسطينية، في تصريح خاص بموقع الامن والدفاع العربي SDA، عن الحاجة لوجود المرأة في وحدة الشرطة الخاصة، قائلا "ان المرأة أقدر على التعامل مع المرأة من الرجل، فضلا عن ان القانون الفلسطيني لا يجيز للرجل التعامل مع المرأة" واصفا تجربة الشرطة الخاصة النسائية بمدينة الخليل بالناجحة جدا من حيث الاداء المتقن والمتميز. وأشار حجو الى امكانية استنساخ تجربة شرطة مكافحة الشغب النسائية في الخليل لباقي مدن الضفة الغربية، إلا انه وبسبب كبر حجم محافظة الخليل والتعقيدات الاجتماعية الموجودة فيها يبقى نجاح التجربة فيها أضمن وأكثر الحاحية من باقي مدن الضفة الغربية. من جهته قال الملازم أول نائل العطاونة الذي قام بتدريب وحدة مكافحة الشغب النسائية في الشرطة الخاصة بالخليل، في تصريح خاص بموقعنا، ان اختيار 25 عنصراً من الشرطة النسائية للانضمام لهذه الوحدة من بين 39 شرطية تخدم في محافظة الخليل تم بناءً على رغبتهن الشخصية أولا، ثم كفاءتهن للقيام بالمهام الملقاة على عاتقهن بالإضافة الى بنيتهن الجسدية. وأضاف ان المنتسبات اجتزن نفس التدريبات التي يجتازها زملاؤهن الذكور العاملين في مكافحة الشغب من حيث اللياقة البدنية، فنون الدفاع عن النفس، استخدام الدرع والعصا البوليسية الخاصة بمكافحة الشغب، تشكيل درع بشري، خط ثنائي لاقتحام المظاهرات حيث تسير حاملات الترس في الامام والداعمات لهن خلفهن مباشرة، تشكيل جهاز الصد المكون من حملة الترس، الضربات الست المستخدمة من قبل شرطة مكافحة الشغب، بالإضافة الى مساقات في القبض والاقتحام والتفتيش وواجبات شرطة مكافحة الشغب، وكيفية استخدام الغاز المسيل للدموع، ومحاضرات في مجال حقوق الانسان. ويؤكد العطاونة ان الدورة التدريبية المكثفة عززت ثقة أفراد الوحدة بقدراتهن وبأنفسهن، قائلا "عندما ذهبن الى المهمة الميدانية التالية بعد التدريب بدا عليهن عدم الخشية والقلق من مواجهة التحديات، وتصرفن بمعنويات وثقة عالية بالنفس" وقالت المساعد أول في وحدة مكافحة الشغب النسائية انشراح أبو علان، في حديث خاص بموقع الامن والدفاع العربي SDA والتي تعمل في جهاز الشرطة من عام 1996 "نحن من طالبنا قائد شرطة الخليل العقيد رمضان عوض بعقد هذه الدورة التدريبية في مكافحة الشغب، إذ عندما ارسلنا لتفريق احدى المظاهرات دونما خوذة ولا جعبة ولا ترس ولا عصا استغرقنا الامر انا وزميلاتي الـ 24 ما بين 2-3 ساعات، بينما لاحظت ان زملائي ال 40 من أفراد وحدة مكافحة الشغب والمجهزين بكامل عدتهم وعتادهم لم يستغرقهم تفريق تظاهرة مشابهة سوى بضع دقائق فقط". ووصفت أبو علان التدريبات بالقاسية جدا والمميزة؛ اذ لا تزال تتذكر قذف زملائها لها ولزميلاتها بالحجارة الحقيقية أثناء التدريب، ودفعهن بقوة، ودحرجة اطارات السيارات المشتعلة تجاههن، ووضعن تحت ضغط جسدي ونفسي لمدة طويلة. وتضيف "لقد ازدادت ثقتنا بقدراتنا بعد الدورة التدريبية والقيام بالمهام المتتالية بدرجة كبيرة". وكانت اخر تلك المهام مشاركتها و13 من زميلاتها في اكبر واخطر حملة قامت بها قوات الامن الفلسطينية في الجزء الواقع تحت السيطرة الاسرائيلية من مدينة الخليل والمعروف باسم H2 الساعة الثانية من صباح العاشر من شباط/فبراير الجاري لاعتقال 56 مطلوبا من الخارجين عن القانون الخطرين، حيث كانت أول من يدخل المنزل لتفتيشه والعثور على المطلوبين المختبئين، الامر الذي شكل لهم مفاجأة، اذ لم يخطر ببالهم ان تقتحم شرطة مكافحة الشغب النسائية مخابئهم السرية داخل بيوتهم. وتطمح أبو علان التي تمتلك رخصة قيادة مركبة الى تمكنها في المهمة القادمة من قيادة مركبة الشرطة الخاصة هي وزميلاتها لانجاز المهمة دون الحاجة لمرافقة من زملائهن أفراد الشرطة الخاصة
س.أ