التاريخ: 2012-07-05 07:25:21

المــــبدعــــــون
بقلم : الرائد / علي العملة
حينما يدرك الناجحون بأن النجاح تواجهه تحديات .. يواجهونها بلغه العلم والمعرفة وبإيمان الواثق بأنهم سيصلون إلى الهدف المنشود مهما كلفهم الأمر .
قبل عامين حصل المتميزون على شهادة  التميز في الأداء ” ملتزمون في التميز ” وفق نموذج قياس الأداء المؤسسي الأوروبي ( EFQM )، لكنهم  لم يقفوا عند هذا الانجاز فقد استمروا في البحث مزيدا عن النجاحات فأصروا للوصول إلى مرحله الإبداع ، ودخلوا مسابقة المحارب الدولية معرض " سوفكس 2012 "  التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان بعد أن واصلوا  الليل مع النهار من  اجل الوصول إلى انجاز أفضل .
لقد استحضرتني المقولة العظيمة التي تقول " ان الحكيم يرى من أعماق البئر أكثر مما يراه الأحمق من قمة الجبل "، فأنا لا اقصد في هذه المقولة إن نكون حكماء ، بل اعني الحث على العمل الجاد من اجل تنميه المعجزة التي منحنا إياها الله ألا وهي العقل ، وذلك بالنظر والتفكير بكل ما يدور من حولنا في هذا العالم الذي أصبح ما يشبه القرية الصغيرة ، لذا عندما يصل الإنسان إلى مرحله النجاح والتفوق  يتحول الى مرحله البحث عن الإبداع .
التفكير الجيد يحتاج إلى لياقة عقلية لأنها تحتاج إلى نشاط ووقتٍ طويل وبشكل مستمر للمحافظة عليها هذا النشاط الذي سيبذل لتحقيق ذلك يسمى بناء الذات وتنميه القدرات ، فهي التي سوف ترسم لنا الصورة التي بداخلنا والتي نسعى لأن تكون هي نفس الصورة في حياتنا ، هذا هو ما تطمح  المؤسسة الشرطية الفلسطينية في الوصول إليه ، فمن المؤكد إن هناك عوائق ستقف في طريق تقدمها وإبراز طاقاتها وإبداعاتها ، ولكن بالرغم من ذلك فان لديها القناعة إن الوصول إلى مرحله الإبداع ليست بعيده  إذا ما توفرت المثابرة والإصرار .
لقد أصبح مفهوم الجودة والتميز والإبداع لدى المؤسسة الشرطية الفلسطينية  واقعاً ملموساً ، تكرس من خلاله العمل على تطبيق كافة المواصفات والمقاييس  المحلية و العالمية ، الهادفة للوصول إلى مرحله الرقي بالخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة ، كما أصبحت ثقافة الجودة من القيم الثابتة والراسخه لدى المؤسسة الشرطية الفلسطينية ، كل ذلك تحقق بفضل دعم القيادة الحكيمة التي تقف على رأس قمة الهرم لتحقيق التميز والإبداع . والدور الذي تحرص عليه هو الحفاظ على الانجازات التي تحققت ، لأن حفاظنا على نجاحنا أصعب من وصولنا إليه.
لقد تخطى طموح المؤسسة الشرطية في فلسطين شرف المشاركة في المحافل الدولية بل وصل هذا الطموح إلى درجه المنافسة للحصول إلى أعلى المراتب وقد تحقق ذلك ، وكما  إن أمكانيه حماية المشروع الفلسطيني بات واقع ملموس لا يقبل الشك ، فما انجزته مؤسسه الشرطة وما وصلت إليه يجب الحفاظ عليه فهو أمر مقدس لا يمكن المس به أو الرجوع به إلى الوراء مهما كلف الأمر ، كل هذا جاء بفضل الإرادة الفولاذية القوية والأيادي النظيفة التي أخذت على عاتقها المضي بهذه المؤسسة قدما والتي تواصل الليل مع النهار للوصول إلى  شرطه عصريه قادرة على تحمل مسؤولياتها والمتمثلة في حفظ الأمن والنظام و حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته  .
عكست المؤسسة الشرطية الفلسطينية صوره مشرقه عن العقلية الفلسطينية ، لتقول للعالم إن الإرادة القوية تصنع المستحيل ، فأبدعت في عرضها  فحازت على الانجاز والتكريم الذي كان مفاجئاً لمن يمتلكون الخبرات الطويلة بفعل التجربة ، فتقدمت به إلى من يقفون وراء هذه النجاحات والانجازات المتواصلة ، إلى فخامة الرئيس محمود عباس القائد الأعلى لقوى الأمن الفلسطيني وممثل الشعب الفلسطيني الشرعي والوحيد ومؤسس الدولة المدنية الحديثة بإذن الله ، لتؤكد على الدوام أن مؤسسه الشرطة الفلسطينية سباقه لافتتاح مشاريع جديدة وهي مشارك أصيل بما هو جديد على الصعيدين العربي والدولي .
إن الانجاز الذي حققه الجناح الفلسطيني المشارك في معرض "سوفكس 2012 "  وحصوله على جائزة أفضل جناح واعد لمعدات العمليات الخاصة ، والمشاركة في بطولة المحارب الدولي والذي تمكن من الحصول على مراتب متقدمة بين المشاركين  بالرغم من الإمكانات المتواضعة واختلاف نوع السلاح وقصر ألمده الزمنية ، لم تثنيه ابداً عن الدخول إلى السباق مؤكداً أن العقل الفلسطيني موجود وان المؤسسة الشرطية على أتم الجاهزية  باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لبناء الدولة الفلسطينية المدنية الحديثة ، شاء من شاء وأبى من أبى ، لقد بارك الفوز وأكدا عليه فخامة الرئيس محمود عباس وجلاله الملك عبد الله الثاني  بقولهما " لقد أبدع  فريق الشرطة الفلسطينية في هذا السباق فاستحق التكريم " ، متمنين لهذه المؤسسة العريقة دوام التقدم والنجاح ما دامت متسلحة بلغه العلم والمعرفة .