التاريخ: 2013-12-01 11:42:53
يتيح يوم التضامن السنوي لهذا العام فرصة للتأمل في الحالة الحرجة التي يواجهها الشعب الفلسطيني و للنظر في مساهمتنا الجماعية و مسؤولياتنا كحكومات او منظمات دولية او منظمات للمجتمع المدني لتحقيق السلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين .
ويقام الاحتفال هذا العام في الوقت الذي يعمل فيه المفاوضون الاسرائيليون و الفلسطينيون معا نحو الهدف المتفق عليه المتمثل في التوصل الى تسوية شامله و سليمه لجميع قضايا الوضع الدائم . و انني ادعو المجتمع الدولي الى تقديم الدعم الى الطرفين في هذا المسعى الطموح في الوفاء بالحل القائم على الدوليتين ، و بذلك يتم وضع حد للنزاع . و يجب على جميع الاطراف ان تتصرف بطريقة مسؤولة و الامتناع عن الاعمال التي تقوض احتمالات نجاح المفاوضات .
وانني منزعج من الوضع الخطيرعلى نحو متزايد على الارض . فقد كان هناك تصعيد للعنف و التحريض . و على الرغم من انني ارحب بافراج اسرائيل عن السجناء كجزء من الاتفاق على استئناف المحادثات ، فان نشاطها الاستطياني في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما زال مستمر ، و لا يزال مدعاة للقلق الخطير للغاية اذ ان الاعلان عن بناء الالاف من الوحدات السكينية الجديدة لا يمكن ان يتوافق مع هدف التوصل الى حل الدوليتين و يهدد بانهار المفواضات . و تعد المستوطنات انتهاك للقانون الدولي و تشكل عقبه في طريق السلام . و يجب ان تتوقف جميع الانشطه الاستيطانية في الضفة الغربية و القدس الشرقية . و لن يعترف المجتمع الدولي بالتدابير التي تحكم مسبقا على قضايا الوضع النهائي .
وفي الوقت نفسه ، يتواصل تشريد الفلسطينيين من خلال هدم المنازل في منطقة (جيم) في الضفة الغربية و القدس الشرقية . و تتسم التطورات في القدس الشرقية باهمية خاصة ، حيث تم في هذا العام وحده ، هدم نحو 100 من المباني ، مما ادى الى تشريد 300 شخص . و يواجه مئات غيرهم من الفلسطينيين خطر التشريد لان منازلهم بنيت دون تصاريح بناء صادرة من اسرائيل . وهذا ما يبرز اهمية حصول الفلسطينيين على نظام عادل للتخطيط و تقسيم المناطق . وأود ان اذكر اسرائيل بالتزاماتها بحماية السكان في ظل الاحتلال .
و لايزال الوضع في غزة مصدرا للقلق الشديد . و اني اكرر ادانة كل عمليات اطلاق الصواريخ ، و كذالك قيام المسلحين ببناء الانفاق الى داخل اسرائيل . ففي اعقاب اكتشاف النفق مؤخرا ، علقت اسرائيل نقل مواد البناء الى قطاع غزة ، بما في ذلك للمشاريع الانسانية . و على الرغم من انني اعترف بالشواغر الامنية المشروعه لاسرائيل ، فاني احث اسرائيل على تكفل تلبية احتياجات السكان المدنيين في غزة .
اما وكالة الامم المتحدة لاغاثة و تشغيل الاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الانروا) التي تعد شريان الحياة بالنسبة للملاين من الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية و المنطقة ، فلا تزال تواجه صعوبات مالية خطيرة . و انني ادعو جميع الجهات المانحة ، بما في ذلك الجديدة منها ، الى تقديم او زيادة المساهمات من اجل الحفاظ على العمليات الحيوية و التي لا غنى عنها التي تضطلع بها الانروا .
و تعتبر الوحدة الفلسطينية على اساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية و مواقف مبادرة السلام العربية امرا اساسيا لحل الدولتين . و انني احث الفلسطينيين على التغلب على الانقسامات من دون تأخير لمصلحة الوحدة .
و يبقى الهدف واضحا – وهو وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967م و اقامة دولة فلسطينية ذات السيادة و المستقله و القابلة للبقاء على اساس حدود عام 1967م ، تعيش جنبا الى جنب في سلام مع دولة اسرائيل الامنه . و يتعين ان تخرج القدس من الفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين ، مع وضع ترتيبات للاماكن المقدسة تكون مقبولة للجميع . ويجب ايجاد حل متفق عليه لملايين الاجئين الفلسطينيين في جميع انحاء المنطقه .
وقد صادف شهر ايلول/سبتمبر الماضي الذكرى السنوية العشرين لاتفاقات اوسلو .واني بعد عقدين من المحادثات و عدد كبير جدا من التطورات السلبية على ارض الواقع ، احث القادة الفلسطينيين و الاسرائيليين على اتخاذ القرارات التي من شأنها ان تؤدي حل سياسي لهذا النزاع الخطير الذي طال امده . وتقف الامم المتحدة من خلال مشاركتها مع جميع الشركاء المعنيين ، بما في ذلك داخل اللجنه الرباعية ، على اهبة الاستعداد للمساهمة في هذه العملية و تحقيق حل الدولتين .
وليس بوسعنا ان نتحمل خسارة الفرصة السانحة . واني اطلب من الجميع في المجتمع الدولي ان يعملوا معا لتحويل التضامن الذي يتم التعبير عنه في هذه المناسبة الى عمل ايجابي من اجل السلام و العدالة .
س