عراقيات يتدربن على حمل السلاح لحماية أطفالهن وبيوتهن

تاريخ النشر: 2010/08/03 - 07:09 صباحا
كان لتنظيم الصحوة دور حاسم في القتال ضد انتشار الإرهاب في العراق، والحد من تنامي أعمال العنف التي يقوم بها تنظيم القاعدة, وتوفير الحماية للمدنيين في أماكن عدة بالعراق, الآن يشهد العراق محاولة لتشكيل تنظيم قائم على نساء يحملن السلاح لحماية أطفالهن. من بين هؤلاء أم عمر التي تكره حمل السلاح وأزيز الرصاص لكن خوفها على أبنائها وبيتها من "الإرهابيين" أجبرها على تعلم إطلاق النار، هكذا تشرح زوجة أحد عناصر شرطة الأنبار، غرب بغداد، لماذا تتعلم على يد زوجها إطلاق النار. ولا شك أن موجة العنف التي عمت العراق في أعقاب الاجتياح الأمريكي عام 2003، وسيطرة الجماعات المسلحة على عدة مناطق بينها محافظة الأنبار، تشكل المبرر الرئيس للبحث عما يضمن أمن العائلة.
وتؤكد أم عمر (27 عاماً) وهي تتلقى التدريب من زوجها أحمد على استخدام المسدس في حديقة المنزل، "أكره استخدام السلاح وحمله وصوت الرصاص، لكن الوضع الأمني وخوفي على أبنائي وبيتي أجبروني على ذلك". وحال أم عمر، كحال كثير من زوجات الموظفين الحكوميين ورجال الأمن خصوصاً ضباط الشرطة الذين قد يتغيبون لأيام في محافظة الأنبار التي كانت إحدى أهم معاقل تنظيم القاعدة في السنوات الماضية. ويقول أحمد كريم (32 عاماً) زوج أم عمر الذي يعمل مفوضاً في شرطة الأنبار، "درّبتها على استخدام المسدس للدفاع عن الأولاد والبيت عند الضرورة أثناء غيابي". وأشار كريم إلى تعرض منزله قبل أشهر إلى محاولة اقتحام من مسلحين مجهولين وعندها لم تجد زوجته، وهي أم لولدين وابنة أكبرهم في الثانية عشرة، ما تدافع به عن أولادها وبيتها "غير الصراخ والعويل". وتابع "لكن اليوم أصبحت زوجتي تملك سلاحاً خاصاً وتجيد استخدامه". وتتلقى النساء التدريب غالباً في حديقة المنزل أو في مناطق ريفية ومزارع تابعة للعائلة أو الأقارب. ويعد المسدس السلاح الرئيس الذي يتدربن عليه لسهولة حمله فيما يتدرب عدد محدود من النساء على استخدام "الكلاشنكوف" في المناطق الريفية غالباً. وتقول غادة، أم أنور (24 عاماً) زوجة الملازم فراس العيساوي في شرطة الفلوجة وتبعد 60 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، "في غياب الازواج باتت زوجات رجال الشرطة مسؤولات عن حماية العائلة في الليل". وتضيف أم أنور وهي أم لأربعة أطفال، أكبرهم في السادسة، وهي ترتدي حجاباً وردياً وتحمل بندقيتها، بثقة عالية: "حتى عندما يعودون يكونون متعبين فنتركهم يرتاحون ونتولى نحن حراسة المنزل". وتتدرب أم أنور مع زوجها على إطلاق النار من بندقية كلاشنكوف وبندقية صيد، في مزرعة العائلة غرب الفلوجة. ويقول فراس إن "سوء الأوضاع الأمنية، وكوننا أهدافاً دفعنا إلى تدريب نسائنا على استخدام السلاح". ويقول أحد رجال الدين في مدينة الرمادي، مفضلاً عدم كشف اسمه، إنه "من الضروري أن تجيد المرأة استخدام السلاح من أجل حماية أطفالها وبيتها عند الضرورة، وهو أمر نصت عليه الشرائع والأحاديث النبوية الشريفة". ولم يقتصر الأمر على زوجات عناصر الشرطة أو الموظفين الحكوميين، بل شمل حتى زوجات الإعلاميين من أهالي الأنبار، مثل أم سامر (32 عاماً) زوجة سعد العاني (42 عاماً) وهو مراسل إحدى القنوات الفضائية. وتقول أم سامر، وهي أم لخمسة أولاد وبنات أكبرهم في السابعة عشرة: "أنا فخورة لكوني أصبحت قادرة على حماية أولادي وبيتي"، مؤكدة أنها لا تحمل السلاح "الا في المنزل". ويرى قائد شرطة الأنبار اللواء بهاء القيسي أن تدريب النساء "ظاهرة حضارية ولا مانع لدينا من ذلك"، مؤكداً أن "عدداً من أعضاء مجلس المحافظة دربوا نساءهم". ويضيف "ليس لدينا عدد كافٍ من عناصر الشرطة لتأمين حماية منازل المسؤولين وعناصر الشرطة ولا منازل المواطنين في غيابهم". ويرى الشيخ عدنان خميس المهنة أحد شيوخ عشائر "البوعلوان" المعروفة، أن "النساء العربيات يشاركن الرجال منذ القدم في الحروب وللمرأة دور تاريخي حافل في البطولات". ويعتبر عدنان تدريب النساء "ظاهرة جميلة رغم كونها طارئة، فلولا الوضع الأمني لبلدنا لما وافقنا على أن تحمل النساء السلاح". ويشير الشيخ خميس إلى تكرار الهجمات على منازل عناصر الأمن وقوات الصحوة في عموم الأنبار والتي غالباً ما يقع ضحيتها الأطفال والنساء. وظهرت قوات الصحوة للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) 2006، في محافظة الأنبار حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكه.
العربيه نت

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية


حالة الطقس

أسعار العملات
11 مايو 2025
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر