حمّاد: القيادة متمسكة بالثوابت ولا نقبل بحلول وسط بموضوع الاستيطان

تاريخ النشر: 2010/11/23 - 08:59 صباحا
قال المستشار السياسي للسيد الرئيس نمر حمّاد اليوم الثلاثاء، إن القيادة الفلسطينية 'لا يمكن أن تقبل بأي صيغة لاستئناف المفاوضات دون ضمان وقف الاستيطان بشكل كامل في القدس الشرقية وجميع الأرض الفلسطينية'.
وأضاف حمّاد في حديث لوكالة 'وفا' في القاهرة: القدس بالنسبة للقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وشعبنا جوهر القضية، ولن نقبل بما يطرحه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأن هذه المدينة ليست مستوطنة، وأنها العاصمة الأبدية لإسرائيل.
وحول ما يتردد عن وجود خطة أميركية لتجميد الاستيطان مقابل تقديم دعم عسكري ولوجستي لإسرائيل، أجاب حمّاد: ما نشر حول هذه الخطة كان تسريبا لوسائل الاعلام ونحن تعودنا على ما تنشره وسائل الاعلام الإسرائيلية من أنباء متناقضة، ونعتبر كل ما ينشر هو شيء غير رسمي، لأننا لم نتسلم شيئا رسميا من قبل الإدارة الأميركية.
وذكر أن بيانا رسميا فلسطينيا صدر حول هذا الموضوع عقب لقاء الرئيس عباس مع مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل، موضحا أن هيل أبلغ الرئيس عباس أنه مازال هناك تواصل بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل بلورة الأفكار.
وتابع: موقف القيادة الفلسطينية واضح من عملية السلام ومن الاستيطان وقضايا الحل الدائم ولا غموض فيها، والرئيس أبومازن أبلغ هيل أن الموقف الفلسطيني ثابت وطالب بتجميد الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك القدس الشرقية، وأن أي صيغة قد تتوصل إليها الولايات المتحدة مع إسرائيل يجب أن تأخذ بعين الاعتبار موضوع القدس وحساسيته بالنسبة لنا، وبخاصة أنه ليس هامشيا.
وبشأن ما تتحدث عنه وسائل الإعلام بخصوص وجود صفقة بين الإدارة الأميركية مع الحكومة الإسرائيلية تتضمن وقف الاستيطان من جانب الأخيرة، على أن تتكفل واشنطن بتزويدها طائرات إف35، قال حمّاد: نحن نطالب بأن يتوقف الاستيطان بكافة أشكاله بما في ذلك القدس الشرقية، ونحن ضد أن يكافئ أحد الاستيطان كونه مناف للقانون الدولي وللاتفاقات الموقعة، ومن غير الواضح حتى الآن على ماذا اتفقت الولايات المتحدة مع اسرائيل بالنسبة لهذا الموضوع بالذات.
وشدد على أن قضية تسليح إسرائيل والعلاقات العسكرية بينها وبين واشنطن، وما يسمى بالحوافز الأميركية لإسرائيل، هو 'أمر يتجاوز الموضوع الفلسطيني؛ لأن ذلك جزء من تعهد والتزام ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل ليس من إدارة الرئيس باراك أوباما فقط، ولكن من كل الإدارات السابقة لكي تحافظ على التفوق النوعي لإسرائيل على كل دول المنطقة وليس فقط على الشعب الفلسطيني'.
وردا على سؤال حول ما يتردد عن وجود خطة لوقف الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر على أن تتكفل واشنطن بعدم ممارسة الضغط مجددا على إسرائيل، وما يتردد حول استثناء القدس من موضوع الاستيطان، أجاب المستشار حمّاد: المفاوضات هدفها حل الصراع، وإنهاء الاحتلال، فكيف يمكن أن نتحدث عن إنهاء الاحتلال وفي الوقت ذاته يتواصل الاستيطان، فهذا أمر غير معقول، ومن هنا لا حلول وسط بموضوع الاستيطان، ولن نقبل باستثناء القدس.
وتابع: لا نريد استباق الأمور، وبخاصة أنه لم يصل القيادة الفلسطيني أفكار أميركية جديدة، ولا ننسى بأن التسريبات التي تنشرها الصحافة الإسرائيلية متناقضة، فبعد ما نشر عن أن واشنطن وافقت على استثناء القدس الشرقية من وقف الاستيطان، جاءت صحيفة إسرائيلية كبيرة في اليوم التالي وقالت إن هناك مطالبة أميركية بضرورة وقف الاستيطان في القدس.
وأكد أن العالم أجمع ينادي بحل الدولتين، التي تطالب القيادة الفلسطينية بتطبيقه، مبرزا مخاطر الاستيطان على مستقبل الدول الفلسطينية وعلى حل الدولتين في حالة استمرار إسرائيل بسياساتها التوسعية الحالية.
وحول إمكانية إنفجار الأوضاع في حالة استمرار واشنطن بانحيازها الصارخ لصالح إسرائيل، ومواصلة إسرائيل استيطانها وعدوانها، رد المستشار السياسي للرئيس:' من المهم أن يستفيد الجميع من تجارب الماضي من خلال عدم ارتكابه أخطاء حدثت في السابق، ولم نلجأ للعنف حتى لو سماه البعض مقاومة، ولكننا سنلجأ إلى أساليب من المقاومة لا تعطي ذريعة لإسرائيل للإضرار بشعبنا، وتنفيذ المزيد من مخططاتها العدوانية وهي المقاومة الشعبية'.
وأشاد المستشار حمّاد بنتائج حملة مقاطعة منتجات المستوطنات، وبالمقاومة الشعبية والمظاهرات السلمية ضد الجدار العنصري والاستيطان، مضيفا: والأهم من ذلك كيف نحافظ على بقاء الشعب الفلسطيني على الأرض.
وأكد أن الرئيس محمود عباس 'أبو مازن' متمسك بجميع الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، والمتواصلة جغرافيا، والخالية من المستوطنات.
وأضاف: حدود الدولة الفلسطينية معروفة وهي حدود الرابع من حزيران عام 1967م، بما يشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والبحر الميت، والمنطقة الحرام الواقعة على الحدود مع الأردن.
وأثنى على المساعي المصرية الكبيرة الداعمة للحقوق الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً وحدة الموقف المصري- الفلسطيني بشأن عملية السلام، وموضوع الاستيطان.
وقال: يحسب للشقيقة مصر بأن كل جهودها السياسية والدبلوماسية المصرية مكرسة لدعم فلسطين، وكان مهما للغاية في موضوع الاتحاد من أجل المتوسط بأنه لا مجال لعقد قمة طالما أنه لا تقدم في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، ومن هنا مصر تربط الكثير من الأمور بالموضوع الفلسطيني خدمة لقضيتنا العادلة.
وعبر المستشار حمّاد عن أمله بأن يحدث اختراق حقيقي على صعيد إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وأن توقع حماس على ورقة المصالحة التي جاءت محصلة لساعات طويلة من الحوار في القاهرة، مشددا على أن حالة التشرذم الراهنة تؤثر سلبا علي القضية الفلسطينية، وأن اسرائيل باستمرار تحاول أن تجد في حالة الانقسام المهرب للتنصل من استحقاقات عملية السلام، والإدعاء بأنه لا يوجد شريك فلسطيني تتحدث معه.
وأوضح عدم وجود مؤشرات تظهر أي جدية لدى قيادة حركة 'حماس' في طي ملف الانقسام، مضيفا: الورقة المصرية قارب النجاة بالنسبة لنا، وللأسف كل مرة نحاول أن ننهي الأزمة الداخلية الراهنة تكون النتيجة لا شيء بسبب تعنت 'حماس'.
وردا على سؤال حول الموعد المقرر لعقد اجتماع لجنة المتابعة العربية لبحث الاستيطان وتطورات عملية السلام، رجح المستشار حمّاد بأن يعقد هذا الاجتماع على المستوى الوزاري نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل، مؤكدا أن ذلك مرتبط بوصول الأفكار الأميركية مكتوبة وواضحة للقيادة الفلسطينية ليتم بعد ذلك عرضها على الأشقاء العرب.
وأشار إلى أن تأجيل عقد اجتماع اللجنة كان من أجل إعطاء فرصة للإدارة الأميركية لبذل الجهود مع إسرائيل لإقناعها بوقف الاستيطان، مضيفا: عندما يتم ابلاغنا بالموقف الأميركي وما اتفقت به واشنطن مع إسرائيل سيتم الدعوة لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية.

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية


حالة الطقس

أسعار العملات
09 مايو 2025
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر