تاريخ النشر: 2011/02/08 - 08:07 صباحا
ضواحي القدس - بقلم الملازم اول / تامر عرار - تأسست الشرطة الفلسطينية مع دخول السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو ومع البدء في انتشارها وعملها في محافظات الوطن تأسست شرطة ضواحي القدس بموجب اتفاق ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وكانت تتمتع بميزة تختلف عن باقي الشرطة في كافة المحافظات وهي أنها تعمل في القرى والبلدات المحيطة بمدينة القدس الشريف.
عملت شرطة ضواحي القدس في بداية الأمر بشكل اقل بكثير من باقي المحافظات وبأعداد شرطة اقل وإعداد لوجستي اقل بكثير . وكانت تعمل بمراكزها المختلفة التي انتشرت في القرى المحيطة للقدس.
وبعد انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 وبعد الاجتياحات الإسرائيلية المتواصلة للقرى والبلدات والمدن الفلسطينية تعطل عمل الشرطة الفلسطينية بشكل كبير وان لوحظ نزولهم إلى الشارع وتواجدهم في بنايات ومكاتب بالزي المدني وبدون سلاح .. لكن هذا الأمر لم يمنعهم من الاستمرار بعملهم.. لكن كان بشكل اقل وجودة وأداء اقل
وبعد الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة كان هناك قرار سيادي بإعادة بناء المؤسسة الأمنية بشكل أفضل من حيث التدريب والعدد والدعم اللوجستي فكان لمؤسسة الشرطة النصيب الجيد دونا عن باقي فروع المؤسسة الأمنية .. ولكن كان لشرطة ضواحي القدس نصيب يختلف عن باقي شرطة المحافظات وذلك بسبب خاصيتها المختلفة .
وبالرغم من كل ذلك استطاعت شرطة ضواحي القدس من خلال التخطيط السليم والدراسات السليمة ووضع آلية عمل في قرى و بلدات القدس ودراستها بشكل أفضل من حيث التعداد السكاني وخصائص كل قرية ومدى أعداد الجريمة وحجمها , أن تنجح في عملها ومهمتها بشكل لم يكن يتوقعه احد ... حتى ان هذا أبهر العديد من المراقبين والمحللين الذين اعتبروا أن شرطة ضواحي القدس تفوقت على الشرطة الإسرائيلية بشكل كبير وواضح قياسا للزمن والوقت الذي بدأت العمل بعد اعادة بناء الشرطة الفلسطينية.
فقد استطاعت هذه الشرطة أن تكسب الناس إلى صفها من خلال المعاملة الحسنة وضمن إطار القانون والعلاقات العامة والعلاقات الطيبة مع المواطنين و الدخول إلى بيوت الناس المرحبين بها بشكل كبير نتيجة قناعتهم بان الشرطة هي سبب أمنهم واستقرارهم وازدهار حياتهم.
وكذلك استطاعت بناء علاقات متميزه مع المجالس المحلية والبلدية والمؤسسات الشبابية واللجان الشعبية .
كل ذلك ساهم في دعم تواجدها وصمودها الذي حاول وما زال يحاول الاحتلال عرقلة عملها.
لقد كان لشرطة ضواحي القدس في السنتين الأخيرتين انجازات هائلة تحدثت عنها وسائل الإعلام كافة سواء الفلسطينية أو العربية وحتى الإعلام الإسرائيلي ... فإفشال مخطط لعملية سطو في العيزرية لسيارة تابعة للبنك العربي , كذلك أيضا إلقاء القبض على تجار مخدرات وبحوزتهم هيروين سائل يقدر قيمته بمليون شيكل, بالإضافة إلى كشف العديد من جرائم السرقات والقتل في عده أماكن مختلفة بسرعة عالية .
ولقد شرعت في السنتين الأخيرتين بعمل العديد من الحملات التي تهدف إلى فرض سيادة القانون وإيقاف المخالفين واعتقال المطلوبين , الأمر الذي ساعد في حل العديد من القضايا العالقة بين المواطنين والأمر الذي ساعد على نشر اكبر قدر من الأمان مقارنة بالسابق .
أصبحت شرطة ضواحي القدس تعمل اليوم بمهنية وبحرفية عالية رغم الحواجز والعقبات التي توضع في طريقها , ولقد شهد الجميع لما حققته وتحققه من انجازات تعود أولا وأخيرا لصالح المواطن الفلسطيني الذي تعمل الشرطة من اجله .
هذا وتغطي شرطة ضواحي القدس بمراكزها الثلاث كافة القرى والبلدات المحيطة بالقدس , وما تزال تسعى شرطة ضواحي القدس إلى الرقي بعملها وأدائها بشكل أفضل , الأمر الذي يعود أولا لمصلحة المواطن الفلسطيني وأمنه والحفاظ على حقوقه وحريته , والذي يصب في مصلحة بناء الدولة الفلسطينية بمؤسساتها المختلفة الأمنية والمدنية .
إن شرطة ضواحي القدس بعددها القليل مقارنة بالمحافظات الأخرى , وبعملها الشاق وبالمعيقات الكبيرة التي تتعرض لها وتعرقل عملها خصوصا صعوبة وصولها إلى بعض القرى إلا أنها تعمل كفريق واحد متناسق ضباطا وأفرادا , أقساما وإدارات وذلك لتطبيق القانون والعمل بجهد اكبر من اجل المواطن وحقوقه وحريته وصون كرامته فذلك جل اهتمام الشرطة.
إن الشرطة هي خط الهجوم الأول في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطينية والدولة الفلسطينية وعاصمة القدس الشريف .
ملازم اول / تامر عرار / العلاقات العامه و الاعلام / مديريه شرطة ضواحي القدس
س.أ