'الأمعاء الخاوية' في مواجهة السجان مجددًا

تاريخ النشر: 2011/03/28 - 07:34 مساءا

رام الله 28-3-2011 وفا- بسام أبو الرب

إعلان أكثر من 1500 أسير من سجون ومعتقلات الاحتلال 'نفحة' و'ريمون' وبعض أقسام سجن 'النقب' الإضراب عن الطعام اليوم الاثنين، لمدة 24 ساعة، ليس الأول في سلسلة معارك 'الأمعاء الخاوية' ضمن حرب الأسرى ضد قمع السجان.

ويقول وزير الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع، إن الإضراب الذي أعلن عنه الأسرى اليوم، جاء 'تضامنًا مع الأسير عباس السيد المضرب عن الطعام منذ 21 احتجاجًا على عزله والمعزول منذ ثمانية أشهر'.

ويضيف أن الإضراب يأتي 'كرسالة إلى مصلحة السجون الإسرائيلية بأن الأسرى يتعرضون لممارسات بشعة على يد السجان، الأمر الذي ينذر بحالة توتر مقبلة في حال استمرت تلك الانتهاكات'.

وأكد قراقع أن مصلحة السجون تعزل أكثر من 112 أسيرًا بعضهم منذ 9 سنوات في إطار ممنهج لتطبيق سياسة 'الموت البطيء'، محذرًا من انفجار الأوضاع داخل السجون احتجاجًا على سياسة الإدارة، ومعربًا عن أسفه لعدم توحد الحركة الأسيرة والتفافها حول الإضراب 'لعدم توافق فصائلي على خطوات الاحتجاج'.

ولكن قراقع حذر من أن مثل هذه الإضرابات الفردية والجزئية قد 'تنعكس سلبًا على واقع الأسرى وسهولة في القضاء عليها كونها في سجن أو قسم معين، إضافة إلى أنها  قد تسهل الانقضاض والالتفاف على ما تبقى من مكتسبات الحركة الأسيرة'.

وقال إن 'هذه الخطوات الجزئية من شأنها إضعاف موقف الحركة الأسيرة أمام التضامن الدولي والخارجي، وإن التحضير إلى إضراب مفتوح عن الطعام يحتاج إلى مقومات وتحضيرات وتوقيت زمني وتوافق بين الأسرى'.

وعبر قراقع عن قلقه على حياة الأسير السيد بسبب تدهور حالته الصحية، مؤكدًا طلبه من المؤسسات والمستويات الحقوقية والرسمية التدخل لإنهاء ما يجري من انتهاكات بحق الأسرى.

وأوضح أن الوزارة مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني، تحضر لمجموعة من الإجراءات التي من شأنها دعم ومساندة الأسرى على عدة مستويات، وإثارة قضايا عدة منها العزل واعتقال الأطفال والانتهاكات.

ويقول رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، في حديث لـوكالة 'وفا'، إن الإضراب أيضًا جاء 'احتجاجًا على الإجراءات الإسرائيلية المتمثلة بالتفتيش المهين لذويهم والمضايقات التي يتعرضون لها خلال زياراتهم، ولإنهاء التفتيش العاري للأهالي والإجراءات المصاحبة للزيارات، وسياسة العزل الإنفرادي بحق الأسرى'.

ويرى الكاتب والمحلل احمد قطامش، وهو أسير سابق، أن 'الحركة الأسيرة تواجه منذ عامين هجمة شرسة باتجاه إفراغها من محتواها الوطني والنضالي، وذلك من خلال قيام مصلحة السجون بمجموعة من الخطوات'.

وأشار في هذا الصدد إلى قيام إدارة السجون الإسرائيلية باتخاذ خطوات مثل 'عزل قادة الحركة الأسيرة وتشتيتهم في سجون متفرقة، وسحب وسائل الإعلام كالتلفاز والراديو من غرفهم حتى تنقطع عنهم أخبار العالم، وسحب الملح والماء من الأسرى وكذلك بث الدعايات أن إسرائيل لا يمكن أن ترضخ لمطالب الأسرى'.

ويضيف قطامش أن سلطات السجون 'عمدت إلى تعزيز نظام الرقابة والتفتيش على الزيارات، وأوكلت مسؤولية الطعام إلى الأسير نفسه وعلى نفقته، الأمر الذي شكل عبئ على كاهل الأسير وأسرته'، مشيرًا إلى أن كل هذا يعكس سياسة هجومية داخل السجون التي تدفع الحركة الأسيرة 'اضطرارا' إلى اتخاذ خطوات احتجاجيًا على أوضاعها وتحقيقًا لبعض مطالبها'.

وشدد  كذلك على ضرورة توحد الحركة الأسيرة والثبات على موقفها من اجل الحفاظ على قوتها وإرادتها أمام عنجهية إدارة السجون، موضحا أن ذلك يتطلب أيضا دعما ومساندة من الأهالي والمستوى الشعبي والرسمي والمؤسساتي.

وأشار قطامش إلى أن الإضراب الذي يخوضه الأسرى اليوم في بعض السجون الإسرائيلية، يعتبر خطوة احتجاجيا لجس النبض وإعلان صوت  تمهيدا لاتخاذ خطوات احتجاجيا اكبر من ذلك، مؤكدا ان قضية تحتاج إلى جهد والتفاف حولها من داخل الأراضي الفلسطينية، ليس فقط تدويلها على صعيد الدولي،   ووضعها على رأس الأجندة السياسة مع موضوعات الأرض والقدس واللاجئين.

وأكد الرئيس محمود عباس مجددا  'أنه لن يكون هناك اتفاق سلام إلا بتبييض سجون الاحتلال من كافة الأسرى والمعتقلين'.

وشدد سيادته، خلال استقباله في مقر الرئاسة في مدينة رام الله منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين الأسير المحرر عبد الله أبو رحمة، على أن القيادة الفلسطينية لن تدخر جهدا في الإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

وأكد اهتمامه بقضية الأسرى، باعتبارها القضية المحورية، وأن القيادة الفلسطينية تضع قضيتهم على سلم الأولويات لما لها من اهتمام كبير لدى كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل نحو 7000 أسير فلسطيني وعربي، موزعين على أكثر من (23) سجنا ومركز توقيف، تحتجزهم إسرائيل في ظروف صحية سيئة حسب ما اعانته  مؤسسات حقوقية إسرائيلية قامت قبل شهور بجولة في زنازين العزل واطلعت بشكل مباشر على ظروف الأسرى فيها ووصفت الحياة فيها بالجحيم، وأنها تعتبر قبورًا للأسرى، وأن عزل أي شخص بها قد يؤدى إلى إصابته بأمراض نفسية خطيرة.

ويذكر أن الحركة الفلسطينية الأسيرة خاضت مجموعة من الإضرابات، قبل تكوين جسم اعتقالي وقبل بروز ظاهرة التنظيمات والأطر النضالية داخل السجون، كان أطولها الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 11 كانون الأول (ديسمبر) 1976، والذي انطلق من سجن عسقلان واستمر لمدة (45) يومًا بهدف تحسين شروط الحياة الاعتقالية، وقدمت عدد من الشهداء  خلال الإضرابات أمثال أنيس دولة وراسم حلاوة.


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
02 مايو 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر