تاريخ النشر: 2011/04/12 - 02:55 مساءا
نتنياهو يفكر بسحب قواته من بعض الأماكن في الضفة وعبد ربه يعتبر ذلك تهربا من الضغوط الدولية
رأفت: نتياهو يقوم بألاعيب ويحاول تعزيز رؤيته في إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة
رام الله 12-4-2011 وفا- أفادت صحيفة 'هآرتس' العبرية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يفكر في امكانية سحب قوات جيشه من اماكن أخرى في الضفة الغربية ونقل السيطرة عليها الى السلطة الوطنية.
وعللت الصحيفة ذلك بأنه يأتي في محاولة من نتنياهو لاحتواء الأزمة السياسية التي قد تواجهها إسرائيل اذا اعترفت الامم المتحدة في شهر ايلول المقبل بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967.
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه قال في تصريح صحفي، إن الأنباء الإسرائيلية عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانسحاب من بعض المناطق في الضفة الغربية ووقف الاستيطان قبل استحقاق أيلول، ألاعيب تهدف للحد من الحملة الدولية ضد إسرائيل وسياساتها الدموية والعنصرية.
وقال عبد ربه، إن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تحاول التهرب من خلال هذه البالونات والأكاذيب والتسريبات الإعلامية المقصودة من ضغوط المجتمع الدولي والمواقف الدولية المنادية بإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف، 'لا تصدقوا ما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد تعوّدنا على مثل هذه البالونات والألاعيب من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للتهرب من الاستحقاقات المطلوبة منها'.
بدوره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت قال في تعقيب لـ'وفا'، 'ما يفكر به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في إمكانية سحب قوات جيشه من أماكن أخرى في الضفة الغربية ونقل السيطرة عليها إلى السلطة الوطنية، هي الأعيب ومحاولة لتعزيز رؤيته في إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة'.
وشدد رأفت على ضرورة الالتزام بكل ما تناولته المواثيق الدولية وخطة خارطة الطريق في حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود67 كما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 1397 الذي يؤكد حقه في ذلك.
وبين أن 'أي انسحاب إسرائيلي من المناطق الفلسطينية لن يقابل بالرفض، لكننا نصر على إقامة الدولة على حدود 67 ووقف الاستيطان وغيرها من الثوابت .
عضو المجلس الثوري لحركة 'فتح' ديمتري دلياني، قال في تصريح صحفي، 'إن الاحتلال يُدير معركته السياسية من خلال تسريبات إعلامية فاقدة للمصداقية في محاولات بائسة لإضعاف الموقف السياسي الثابت للقيادة الفلسطينية '.
وأشار دلياني إلى أن هذه التسريبات تتخذ شكل أنباء حول مبادرات سياسية وهمية لن ترى أي منها نور الحياة بسبب تعنّت حكومة نتنياهو – ليبرمان، وقاعدة إئتلاف اليمين الأيديولوجية الرافضة للحق الفلسطيني أحياناً، وحملات تشويه منظمة لصورة القيادة الفلسطينية أحياناً أخرى تنفذها الآلة الإعلامية الصهيونية بالتعاون مع وسائل إعلام عربية ذات مصالح مشتركة مع حكومة الاحتلال.
ونوه دلياني إلى أن الساحة السياسية شهدت تسريبات إعلامية حول مبادرات تقوم عليها أطراف متعدّدة في دولة الاحتلال مثل مبادرة نتنياهو التي لم يعلن عن تفاصيلها ومبادرة جنرالات سابقين وتسريبات صحيفة 'هآرتس'، صباح اليوم، حول نية نتنياهو الانسحاب من أراضي فلسطينية غير محدّدة .
وأكد، ' أن جميع هذه التسريبات وأشباه المبادرات لا ترتقي للحد الأدنى الذي تتمسّك به قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وإنما هي مجرد محاولات لتخفيف الضغوطات الدولية على حكومة الاحتلال ولمواجهة الجهود السياسية الفاعلة التي يقودها الرئيس محمود عبّاس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي. '.
ولفت دلياني إلى أن خلو جعبة حكومة الاحتلال من مبادرات سياسية جادة وتهرّبها من الإلتزام بالشرعية الدولية من خلال إستمرار الإستيطان الإستعماري للأراضي الفلسطينية وغيره من الممارسات الإحتلالية يفتح المجال للمزيد من التحرّكات الدبلوماسية والشعبية لفضح ومقاومة هذه الممارسات وتهيئة الشارع الفلسطيني والعربي والدولي لإستحقاقات شهر أيلول القادم.
مصادر إسرائيلية مقربة من نتنياهو اعتبرت أن هذا الاقتراح هو حل تكتيكي لمشكلة إستراتيجية، وليس من شأنها وقف 'التسونامي' السياسي ضد إسرائيل في العالم.
وقال نتنياهو ليلة أمس الاثنين، خلال لقائه مع سفراء الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، انه لم يقرر بعد الإعلان عن مبادرة جديدة 'لكن يجب أن نسأل هل من الممكن العودة إلى المفاوضات، وما هي الخطوات الواجب اتخاذها في حال انعدام العودة إلى المفاوضات' .
وحسب مصدر مقرب من نتنياهو فإن هناك ثلاثة اقتراحات هي، انسحاب الجيش من مناطق إضافية، وتحويل السيطرة الأمنية إلى السلطة، أو مؤتمر دولي بمشاركة السلطة والذي سيتم من خلاله الدعوة إلى تجديد المفاوضات، والثالث الضغط على الدول الغربية عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد المصدر أن نتنياهو يعلم جيدا مدى الخطورة التي تواجه إسرائيل أو 'التسونامي' السياسي في شهر أيلول القادم.
وقال نتنياهو في غرف مغلقة انه لا يستهتر بالخطة الفلسطينية للاعتراف بالدولة في شهر أيلول القادم في الأمم المتحدة، لكنه قال أمام السفراء أن الأمم المتحدة اتخذت قرارات في الماضي ضد إسرائيل 'لكن لا يستطيع احد فرض حل على إسرائيل'.
وحسب المصادر المقربة من نتنياهو فان الحل الوحيد لوقف المبادرة الفلسطينية هي تغيير استراتيجي في سياسة نتنياهو، واهم هذا التغيير الإعلان عن موافقته على العودة إلى المفاوضات على أساس حدود 67 مع تبادل أراضي وتجميد الاستيطان، لكن نتنياهو يرفض هذه الاقتراحات.
من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية إسرائيلية انه ورغم جهود نتنياهو لمنع إطلاق مبادرة أوروبية لعملية السلام إلا أن 'أصدقائه' الرئيس سركوزي، وميركل، وقادة دول أخرى يواصلون جهودهم من اجل إحياء عملية السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة.