تاريخ النشر: 2011/04/18 - 06:58 صباحا
فيينا 17-4-2011 وفا- قالت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، ومقرها فيينا، إن العام الفائت شهد أكثر من 130 اقتحاما لغرف الأسرى وخيامهم، نكل خلالها الجنود الإسرائيليون بالأسرى في كثير من مواقع الأسر.
وأشارت في تقرير أصدرته اليوم الأحد، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، إلى أن هذا العام لم يكن عاديا في حياة الأسرى الفلسطينيين، حيث شهد عمليات اقتحام لغرف الأسرى وخيامهم، نكل خلالها الجنود الإسرائيليون بالأسرى في كثير من مواقع الأسر.
وقالت المجموعة الحقوقية إنه خلال رصدها لعمليات الاقتحام تلك، وثقت إساءات عديدة ضد الأسرى قام بها أعضاء وحدات أمنية إسرائيلية وجنود إسرائيليون، منها الرش بالغاز والضرب بالأيدي والعصي الكهربائية، ومصادرة الأغراض الخاصة، وعزل بعض الأسرى. وعمدت إدارات السجون كذلك إلى نقل الأسرى بشكل كامل من قسم إلى آخر، كما حدث مع أسرى سجن 'هداريم'، حيث تم قمع أسرى قسم (3) ونقلهم إلى قسم (5)، وكذلك هدمت جدران الغرف ومُنع الأسرى من اصطحاب أدواتهم الكهربائية، وزج بهم في قسم خالٍ من جميع المقومات الأساسية المفترض وجودها في السجون، وذلك بحجة البحث عن أجهزة خلوية مهربة.
وأوضحت المنظمة أن ذات الأمر تكرر مع أسرى سجن نفحة الصحراوي، حيث تم اقتحام السجن نحو عشر مرات، وفي كل مرة حدثت مواجهة بين الأسرى وإدارة السجن؛ الأمر الذي كان يؤدي إلى قمع الأسرى وقادتهم. وقد وصل الحد بضابط السجن في سجن نفحة الصحراوي، والذي يقبع فيه أسرى من ذوي الأحكام العالية، غالبيتهم من قطاع غزة، بأن اتصل على عائلة أحد الأسرى بعد أن وجد رقمها بين حاجيات الأسير؛ الأمر الذي أدى إلى استنفار كبير بين صفوف الأسرى داخل السجن، وتقدمت الإدارة من الأسرى باعتذار، ووعدت بفتح تحقيق في الحادث. وكذلك حال سجن 'ريمون'، الذي يرأس مصلحة السجون فيه شخص يتنكر لحقوق الأسرى، ويقوم بالتضييق عليهم والتنكيل بهم وتنفيذ تفتيش دوري بعد منتصف الليل، الأمر الذي أدى بقادة الحركة الأسيرة، بإبلاغ مصلحة السجون بأن إجراء ما سيتم ضد مدير السجن إذا استمر باستفزاز الأسرى في سجن ريمون.
وأكدت المنظمة أنها رصدت اقتحامات متكررة لغرف الأسيرات والتنكيل بهنّ ومحاولة تفتيشهنّ بأيدي السجانات بطريقة استفزازية ومهينة للكرامة الإنسانية، وأمام الجنود الذين يصطفون أمام الأسيرات وقت التفتيش.
وأضافت أن مصلحة السجون صعدت من طرق تنكيلها بالأسرى في كثير من السجون، ونادرا ما انقضى أسبوع دون اقتحام لغرف الأسرى والعبث بأغراضهم أو مصادرتها، الأمر الذي جعل الأسرى يعيشون معظم الوقت في حالة ترقب واستنفار وتأهب لمواجهات محتملة.
وعن الطرق المتبعة في تفتيش السجون، أوردت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، وصفا دقيقا لكيفية اقتحام السجون وتفتيشها؛ حيث تقوم وحدات خاصة مدربة لدى سلطات السجون، يُطلق على بعضها اسم 'متسادا'، وأخرى اسم 'نحشون'، باقتحام الغرف وتفتيش الأسرى والبحث عن أغراض ممنوعة. ومن أجل التأكد من أن الغرف لا يوجد بها مخابئ خاصة أو حفريات من أجل الهرب، تقوم بدخول غرفة الأسرى وتسيطر عليها، وتقيّد الأسرى وتخرجهم وتفتشهم، ومن ثم تفتش الغرفة بشكل دقيق، حيث تقوم بفتح علب الكهرباء الموجودة في الغرفة، ويتم التأكد من أن الحديد المحيط بالشبابيك قوي ولم يتحرك من مكانه، وتبحث في كل مكان عن أدوات حادة أو أدوات أخرى، كما تقوم بقراءة ما يكتب الأسرى. كما تفتح جهاز التلفاز الخاص بالأسرى من الداخل؛ للتأكد من عدم وضع أشياء داخله، ومن ثم تفحص المرحاض وكل شيء في الغرفة، بما في ذلك ملابس الأسرى حيث تقوم بتفتيشها قطعة قطعة.