حرم...على وتر - مقالة للعقيد رشاد طعمه

تاريخ النشر: 2011/08/13 - 08:28 صباحا
وجدت نفسي قبل عدة أيام بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل، كان الوقت حينها يقترب من موعد صلاه العصر,و كسائر الصائمين في رمضان الكريم أدركت أنني سأقع في الإثم إن لم انتظر آذان العصر .
توجهت إلى الحرم ودخلت فيه وكان يلف المكان صمت وهدوء فجلست وانخرطت في حوار مع التاريخ و مع المكان و أضرحته، وفجأة انتهى الحوار مع بداية صوت المؤذن وبدأت اكرر خلفه عبارات الآذان وما أن انتهى حتى دخل المكان و من فيه في صمت من جديد هو صمت لم يطل إذ سرعان ما بدأ مقيم الصلاة ينادي "حي على الصلاة حي على الفلاح"، فدخلنا خلف الإمام في خشوع بين يدي مالك الملك. ثوان وإذ بضوضاء وأصوات مفرقعات تجتاح المكان وتفسد علينا خشوعنا اللازم لصلة الطالب من المطلوب منه . اسئلة تمترست ولم تفارق المخيلة: ما هو مصدر هذه الأصوات؟ وما مبررها؟ وعلى أي كهف يقف فاعلها؟ وفي طاحونة من يصب الماء؟ وغيرها من الأسئلة التي لم يوقف تدفقها إلا ما ينتهي به الإمام والمصلون دائما " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". استنتجت حينها أن إجابة واحده تقف كإجابة لجميع الأسئلة وهي " إنهم أعداء السلام" . وتأكد الاستنتاج حين خرجت من الحرم وشاهدت العشرات من المستوطنين وأبنائهم متجمعين ويطلقون نظراتهم ومفرقعاتهم بغيظ وحقد تجاهنا جميعا . أحسست حينها بغصة في القلب، ومسا بالكرامة، وحزنا لم أشفى منه إلا مع آذان المغرب وحلول فرحه الصائم الأولى " عند إفطاره " . كغيري من الصائمين تناولت بعد إفطاري سيجارتي وفنجان قهوتي أمام التلفاز الفلسطيني لأشاهد برنامج " وطن على وتر " الذي يبث بعد الإفطار مباشره . هو برنامج عودنا أن يعالج ظاهره سلبيه في المجتمع بطريقه فكاهية . يجذبنا إليه الرغبة في العيش بمجتمع مثالي , ولذة الافتخار بمستوى الديمقراطيه التي اوصلتنا إليها قيادتنا السياسية والامنية, ولا نخفي حقيقة انه استطاع أن يضحكنا مرات كثيرة  . لكن حلقة ذاك اليوم من البرنامج لم تفعل فينا فعلها بالشكل الذي توقعناه أو أردناه ولقد أفسدت مفعول فرحة الإفطار وأعادتنا إلى أسئلة لحظه صلاه العصر : على كهف من يقف منتج وطاقم برنامج "وطن على وتر" حين يسيئون ويفترون على شرطه المرور في السلطة الوطنية الفلسطينية ما ليس فيهم؟ وفي طاحونة من يصبون الماء؟ حين يظهرونهم على نقيض ما عاهدوا شعبهم عليه بالحفاظ على مجتمع فلسطيني خال من كل ما يفسد العقل والدين ومسيره التحرير الفلسطينية. حلقة ذالك اليوم كان وقعها علينا كوقع فلم الاكشن الذي دارت أحداثه في ساحة الحرم الإبراهيمي ومست فينا ديمقراطيتنا وطهارتنا كما مس غلاة المستوطنين حرمة مقام أبونا إبراهيم علية السلام . مفوضية التوجيه السياسي/الشرطه

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
05 مايو 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر