الشرطة.. وناقلات الأطفال !!!

الشرطة.. وناقلات الأطفال   !!!
تاريخ النشر: 2012/02/20 - 08:19 صباحا
العلاقات العامه و الاعلام بالشرطة -  اريحا -  تفاجأ ضابط شرطة المرور المناوب في مدينة أريحا صباح اليوم ، وعلى غير العادة ، بما شاهده داخل مركبة خصوصية من نوع (فورد ترانزيت) بيضاء اللون ،تحمل لوحة ترخيص فلسطينية ، عندما أوقفها في احد شوارع المدينة القريبة من مجمع المدارس الحكومية ، ليفحص الأوراق الثبوتية للسائق والمركبة . لقد أصيب بالدهشة عندما بدأ ينظر إلى داخل المركبة التي بدت للوهلة الأولى مكتظة بالركاب ، وجميعهم من الأطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات ، وفتاة تبلغ العشرين من العمر تجلس في المقعد الأمامي بجانب السائق ، وبدأ بإحصاء الركاب ، ووصل إلى الرقم (13) وعجز عن إكمال العد ، حيث كان رؤوس الأطفال متفاوتة ، وبعضهم يحاول الاختباء خلف بعض ، وبدوا خائفين ، وسمع اثنين منهم أو أكثر وقد بدؤوا بالبكاء . أدرك الضابط وبسرعة أن هذه المركبة مرخصة فقط لثمانية ركاب فقط ، بعد ما قرأ الرخصة الممنوحة لهذه المركبة من سلطة الترخيص ، فأمر السائق بأن يوقف المركبة بعيداً عن الشارع ، وبالقرب من ساحة مفتوحة تستخدم موقفاً للسيارات ، لكي يحافظ على سلامة الأطفال ، وطلب من السائق ومن الفتاة العشرينية  و التي تبين أنها مربية أطفال ،وبهدوء طلب من الأطفال النزول من المركبة ، و حضرت دورية أخرى من شرطة المرور لتقديم المساعدة . وعندما أنهى العد، كان تسعة عشر طفلاً مكدسين داخل المركبة ، إضافة إلى السائق ومربية روضة الأطفال التي كانوا متجهين إليها ، وكانت الصدمة شديدة على الضابط وعلى أفراد المرور أيضاً ، عندما أنزلوا 3 أطفال من خلف المقاعد الخلفية ، وكانوا واقفين طوال المسافة التي قطعوها ما بين الأحياء والطرقات ، ومتشبثين بأناملهم الصغيرة بأطراف هذه المقاعد العالية . قرر الضابط حجز المركبة ، وحول السائق إلى مكتب شرطة المرور لاتخاذ الإجراءات اللازمة ،   عسى أن تكون عبرة له حتى لا يكرر هذه الجريمة ، وتم تأمين الأطفال إلى روضتهم ، والذهول سيد الموقف ، كيف خاطر هذا السائق المستهتر بأرواح هذا العدد الكبير من الزهرات والأشبال ؟ وبماذا كان يفكر حين سمح لنفسه بأن يضع الأطفال في تابوت الموت المتنقل هذا ؟ السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح ، كيف سمح أولياء أمور الأطفال بهذا الوضع الخطير لفلذات أكبادهم ؟؟ الم تشاهد والدة ذلك الطفل أو والده أن السائق يفتح الباب الخلفي  للمركبة ويضع هذا المسكين الذي لا حول له ولا قوة ، خلف المقاعد الخلفية واقفاً طوال الطريق وحتى الوصول للروضة !!. وتوجهنا لمدير شرطة المحافظة المقدم محمود صلاح الدين ، والذي استمع إلى كافة الاتصالات التي دارت ما بين ضابط المرور وغرفة عمليات الشرطة عبر أجهزة اللاسلكي ، وكان مستاءً ، وقال " شرطة المرور تنفذ الحملات المرورية الواحدة تلو الأخرى أمام مجمع المدارس تقريباً، وهي تنتشر ما قبل الساعة السابعة صباحاً ، حتى تراقب حركة السير ، وتدفق الطلاب إلى مدارسهم ، وكشفنا العديد من الخروق والتجاوزات ، وأوقفنا المخالفين ، وحجزنا العديد من المركبات والحافلات ، ولكن فوجئنا بهذه الحالة اليوم ". وأضاف" الشرطة تكثف من وجودها وعلى مدار الساعة ، للتأكد من التزام مستخدمي الطريق بقوانين المرور ، وسنشدد الإجراءات المتبعة مع المخالفين ، وسننفذ حملات توعية إضافية في المدارس ورياض والأطفال حول السلامة المرورية ، ونهيب بالمواطنين مساعدتنا والإبلاغ عن أي تجاوزات تحدث من قبل السائقين في مثل هذه الحالة التي ضبطناها اليوم". وبدوره  قال مدير التربية والتعليم محمد ألحواش معلقاً على هذه الحادثة " أن التربية والتعليم تشد على أيدي الشرطة ، بل وتطالبهم بالمزيد من المراقبة للحافلات التي تنقل الطلاب والأطفال ،وتلك المركبات غير المرخصة لهذا الغرض والتي تزيد من حمولتها عن الأعداد المسموح بها . وسنتخذ إجراءات رسمية مع رياض الأطفال المخالفة على وجه التحديد، وبعض الإجراءات من المحتمل أن تصل إلى حد إغلاق أي روضة مخالفة ، لأنه لن يسمح بأن يكون أطفالنا عرضة للخطر وتحت أي سبب كان".
س

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
05 مايو 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر