نساء في مراكز صنع القرار في شرطة محافظة الخليل

تاريخ النشر: 2012/03/07 - 05:55 مساءا

وفا- أمل حرب - أحرزت مجموعة من النساء الشرطيات في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، نجاحا غير مسبوق في تولي مناصب أمنية حســـاسة، ونلن ثقة المســـــؤولين لقدرتهن على إشغال مناصبهن بجدارة عالية، والقيام بمسؤولياتهن على أحسن وجه.

وقالت نائب مدير شرطة التحقيق في مديرية شرطة الخليل النقيب آمنة السلامين، من بلدة السموع جنوب الخليل، لـ'وفا': التحقت بشرطة التحقيق برتبة مساعد، وتدرجت في الرتب إلى أن وصلت إلى رتبة نقيب، وشغلت عدة مناصب منها: مسؤولة الشرطة النسائية في المحافظة لمدة ثلاث سنوات، ومفوض سياسي في الشرطة، والآن في منصب نائب مدير التحقيق في شرطة الخليل.

وأوضحت أنها حصلت على هذه الرتب بشكل تسلسلي دون تمييز بينها وبين الرجل، مبينة أنها تقوم بأعمال مدير التحقيق أثناء غيابه وهي مسؤولة عن 30 ضابطا، وضابطة، وشرطي في مكاتب تحقيق الشرطة بالمحافظة.

وأكدت السلامين أن عملها يحتاج إلى دقة متناهية ويقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، كونها تتعامل مع فئة خاصة من الناس منها المحترفة والذكية والمخادعة أحيانا، إضافة إلى مهام أخرى حساسة تتطلب الانتباه والجرأة عند تفتيش منازل المتهمين والخارجين عن القانون.

وشددت على ضرورة وجود المرأة في الأجهزة الأمنية، لان ذلك يبعث بالطمأنينة لدى العائلات والنساء الموقوفات أو المعتدى عليهن، إضافة إلى أهمية وجودها لحماية الموقوفات وحراستهن من أي خطر خارجي بشكل عام.

وحول نظرة المجتمع لعمل المرأة في الشرطة، قالت: 'في البداية كانت النظرة سلبية ثم تلاشت هذه النظرة لرؤية أهمية دورها في هذا الجهاز'، وأعربت عن فخرها واعتزازها بعملها وقيمته الاجتماعية والمعنوية الذي يعتبر مصدرا لافتخار المرأة الفلسطينية لدخولها جميع الميادين بخطوات ربما تكون بطيئة، ولكنها واثقة وثابتة.

من جانبها، قالت  الملازم أول وجيهة طهبوب من مدينة الخليل، مدير شرطة الأحداث في محافظة الخليل، وهي أم لأربعة أطفال: 'التحقت بجهاز الشرطة عام 2007، وعملت برام الله في شرطة ضواحي القدس، وتنقلت بين قسمي العلاقات العامة والتنظيم والإدارة في شرطة الضواحي، ثم نقلت إلى مدينة الخليل وعملت لمدة عامين في مكتب مدير شرطة المحافظة، قبل أن أتسلم إدارة شرطة الأحداث في المحافظة وما زلت على رأس عملي'.

ولفتت إلى أن منصبها الحالي يخولها بالمسؤولية عن 12 ضابطا، وضابط صف، وهي مسؤولة عن 30 سجينا من الأحداث ممن أوقفوا على خلفيات مختلفة منها: القتل، والاعتداء وغيرها، وهذا يتطلب متابعة سلوكهم اليومي.

وأوضحت أن  شرطة الأحداث حديثة الانتشار في محافظة الخليل، وعمرها تقريبا سنة، وتعنى بالمواطن من عمر صفر حتى 18 عاما، أي سن المساءلة القانونية.

وقالت: 'لا بد في هذا المجال أن أؤكد أن رؤية اللواء حازم عطا الله، مدير عام الشرطة الفلسطينية، كانت بضرورة تواجد العنصر النسوي بشرطة الأحداث بشكل اكبر لما لها من معرفة بالتعامل مع الأطفال تميزها عن الرجل في تعاملها مع هذه الفئة بالذات'.

وحول حقوق المرأة  الوظيفية في جهاز الشرطة، قالت طهبوب: 'حقوقنا محفوظة وكل قضايانا ولو وقع خطأ من قبلنا نخضع لنظام عقوبات عادل، فكيف لهذه المؤسسة التي تطبق القانون وتسعى إلى تحقيق العدل أن تجحف بحق منتسبيها'. وأضافت 'المرأة الشرطية تحظى بمساندة زملائها في العمل'.

وأشارت إلى أن المرأة الشرطية تتميز عن غيرها من النساء بامتلاكها الكثير من المهارات التي تتقنها دون سواها، فكل امرأة في مكان عملها تقوم بخدمة فئة  معينة، أما المرأة الشرطية تخدم كل فئات المجتمع، وهي دائما على جاهزية وتتمتع بانتماء كبير، إضافة إلى التدريبات العملية التي تتلقاها في مؤسسة الشرطة التي تعطيها التأهيل اللازم.

وأضافت: 'الظروف التي عاشتها المرأة الفلسطينية أغنتها بتجربة قوية وجعلتها تجتاز كل الصعوبات وظهرت في الميدان بكل الصور مناضلة، ومزارعة، ومتعلمة، وقيادية، مساندة للرجل تارة، وتقوم بأدواره تارة أخرى، فلا غرابة من وصولها إلى مراكز متقدمة في المجتمع بعد نضالها الطويل'.

وتابعت: 'الطموح في نظري لا يرتبط بسقف إلا السماء، ولا نجاح دون مساعدة الشريك الأساسي وهو الرجل سواء كان زوجا أو أبا...'.

وأوضح مدير شرطة محافظة الخليل العقيد رمضان عوض أن جهاز الشرطة في محافظة الخليل يضم 37 شرطية، من بينهن 12 برتبة ضابط، وملازم،  ونقيب.

وبيّن أن الجهاز بحاجة لتفريغ شرطيات برتبة شرطي، لان العديد منهن يحملن رتبة ضابط، مشيرا إلى وجود إقبال شديد على العمل في مجال الشرطة النسائية.

ولفت العقيد عوض إلى أن المرأة أخذت مكانا مرموقا في الشرطة ووصلت إلى مرتبة مديرة دائرة حماية الأسرة في الضفة الغربية المقدم وفاء معمر، وإلى نائب مدير التحقيقات، ومديرة شرطة الإحداث والعديد من المناصب الحساسة.

وأشار إلى عدم وجود تمييز حسب النوع الاجتماعي في استحقاقات الرتب وتسلسلها، وقال: 'الوصول إلى أعلى المراتب يتطلب من الطرفين وجود كفاءة تؤهله لنيل المنصب'، مبينا أن المجال مفتوح أمام المرأة للتقدم واثبات ذاتها.


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
19 مايو 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر