مركز إصلاح وتأهيل أريحا .. فندق 5 نجوم بامتياز

أريحا - بقلم النقيب اياد دراغمة

هذه ليست دعوة مفتوحة لزيارة مركز إصلاح و تأهيل أريحا أو ما يعرف لدى الكثيرين  ب "السجن المركزي" ، كما أنها ليست ترغيبا لا من بعيد ولا من قريب حتى تكونوا احد نزلائه أو ضيوفه ، فالسجن يبقى سجنا حتى لو كان جنة على الأرض ، ولو توفرت كل وسائل الراحة والرفاهية و الخدمة المميزة التي نلقاها أثناء سفرنا في أضخم و أرقى الفنادق العالمية .

ولكنها رحلة ، سأروي لكم أجزاء منها ، لكي تتعرفوا على التقدم الذي وصلت إليه الشرطة الفلسطينية في إدارة هذا المركز ، سواء من ناحية الطواقم المؤهلة و المدربة ، أو من حيث الإمكانيات والبرامج الموجودة في كل ناحية و زاوية من زواياه .

وبدأنا مشوارنا عبر البوابة الرئيسية للمركز والذي يقع في قلب مدينة أريحا ، وفي المربع الأمني " المقاطعة" تحديدا ، وقفنا أمام البوابة والسور الذي يرتفع أمتارا ، وهو يخفي خلفه الكثير من التفاصيل والحكايات و القصص ، وسرت برفقة ضابط الأمن في المركز ، عبر العديد من البوابات الداخلية ، والتي تفتح وتغلق الكترونيا ، وحتى وصلنا لمكتب مدير المركز الرائد قدري صوافطة ، وبعد أن استقبلنا ، بدأنا بالتفاصيل واحدة بواحدة .

الأهداف و الرؤيا

وعن الأهداف فيقول الرائد صوافطة " الهدف من إقامة مراكز متطورة مثل هذا المركز هو ضمان تشغيل المرفق حسب القوانين والمعايير الدولية المتفق عليها وخاصة قانون مراكز الإصلاح والتأهيل رقم  5 لسنة 2005 ، و تأهيل الطواقم العاملة على إدارة المرفق بكفاءة ومهنية عالية ، و احترام حقوق الإنسان وصون كرامته و توفير الرعاية والمناخ الملائم للفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة و إعداد البرامج التأهيلية والتدريبية اللازمة للنزلاء". أما من حيث الرؤيا فيضيف " رؤية الشرطة هي توفير مراكز إصلاح إنسانية وآمنه ، تؤدي إلى تغير سلوك النزلاء وتحسين قدراتهم للاندماج بالمجتمع بشكل فاعل ومنتج". الوصف العام والمرافق ويصف الرائد صوافطة مركزه بالقول " إن هذا المركز هو الأفضل في مراكز الإصلاح و التأهيل على مستوى الوطن ، وقد تسلمته الشرطة قبل سبعة أشهر تقريبا بعد انتهاء تجهيزه بالكامل وبمنحة من الحكومة الهولندية بمبلغ تجاوز 6 ملايين دولار أمريكي ، ومساحته الإجمالية (8683م²) ، منها (3050 م) مباني مكونة من طابقين ، أما المساحة الباقية فهي عبارة عن ساحات وأماكن خضراء وملاعب مفتوحة ومرافق ترفيهية للطاقم و النزلاء ، ويوجد فيه 3 أقسام رئيسية للرجال والنساء و الأحداث ، وبسعة إجمالية 156 نزيلا" . ويتابع " بالنسبة للمرافق فتقسم إلى مرافق خدمية وأخرى ترفيهية ، وهي مصممة ومجهزة بأفضل أساليب و تقنيات الراحة ، وتؤدي الدور المطلوب بجعل المركز بساكنيه وأقسامه نظيفا وحيويا ومتقدما على الدوام ، وسهلا للدارة حتى تتمكن من متابعة كل التفاصيل " .

طاقم مؤهل

وعن الطاقم الذي يدير المركز فبين أن عدد المرتب العامل في المركز كافي وهو مؤهل جيدا ، فمن ناحية التدريب فمعظم المرتب حاصل على الدليل التدريبي الأول والثاني بخصوص ضمان تطبيق حقوق الإنسان في مراكز الإصلاح والتأهيل والعمل داخل هذه المراكز والذي تم عبر مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات ( UNODC) ، بالاضافه إلى حصول الطاقم على دورات عديدة في مجال حقوق الإنسان والتعامل مع الفئات الخاصة ( النساء والأحداث ) ، ودورات متخصصة في الرعاية الصحية والإسعاف الأولي ،و تم تخصيص طاقم من المرتب للصيانة داخل المركز و دربوا على معظم المعدات والأدوات في المركز من خلال الشركات المنفذة للبناء والموردة للتجهيزات ، إضافة لتدريب أفراد الطاقم العاملين في الإدارة وشؤون النزلاء على التعامل مع الاجهزه والبرامج الجديدة عبر مكتب إل (IT ) في الشرطة الفلسطينية . كما أوضح الرائد صوافطة أن وجود الورش التاهيليه للنزلاء مكنت من تحقيق الرؤيا الخاصة بمراكز الإصلاح والتأهيل بالاضافه إلى برامج الدعم النفسي والتعليمي و الانشطه الرياضية و الثقافية للنزلاء ،كما أن الطاقم لديه القدرة على استخدام مرافق المركز وإمكانياته بالصورة السليمة والصحيحة ، و حتى يتم تأهيل النزلاء وتحويل مظاهر السلوك العدواني إلى السلوك الايجابي وثقافة التسامح . المأكل و المشرب و اللباس .. مجاني بالتأكيد سيكون الطعام الممتاز  والشراب الذي يقدم للنزلاء مجانيا ، لان القانون كفل لهم ذلك ، أما أن يكون اللباس مجانا أيضا فهذا هو الجديد ، وعن ذلك يشرح الرائد صوافطة فيقول " في المركز نقدم اللباس مجانا ولكل نزيل دون استثناء ، وهو يشمل الألبسة ذات اللون السكني الموحد ، صيفية وشتوية ، داخلية وخارجية وستر تقي برد الشتاء ، وهي  فاخرة ومصنوعة من أجود أنواع الأقمشة ، وأيضا أحذية متنوعة ومميزة "، و أضاف " لدينا أيضا وحدة لغسيل الملابس وتعقيمها وكويها ، وهي مجهزة بأفضل الغسالات ولوازمها ، وكل شيء فيها يعمل أوتوماتيكيا " . صالات رياضية ومكتبة ومختبر حاسوب ! ويعلق على خدمات الرفاهية بالقول " لدينا صالات رياضية مغلقة لألعاب تنس الطاولة واللياقة وكمال الأجسام ، ولدينا ملعب كرة قدم معشب بالنجيل الطبيعي ، وملعب مشترك لكرة السلة والطائرة ، كما أن هناك فصل تام مابين

أقسام الرجال و النساء و الأحداث في كل شيء وحتى في المرافق الترفيهية " .

ويضيف " هناك أوقات محددة للفورة وللقراءة ، وأوجدنا مكتبة تحوي الكثير من الكتب و المراجع الموجهة لتقديم النصائح والمشورة ، وهي تسهم أيضا في تأهيل النزلاء ، كما يوجد بجانب المكتبة غرفة مجهزة بثمانية حواسيب ، يستخدمها النزلاء للكتابة والتسلية عبر الألعاب والورق وغيرها ، كما أن العديد من المؤسسات الحقوقية تقدم المحاضرات التوعية حول الصحة النفسية واستغلال الوقت بشكل ايجابي وأيضا التعبير عن الذات " قسم الرعاية الصحية ويشمل 6 غرف بمساحة إجمالية 195م²  ويتكون من عيادة طب عام ، و عيادة طب أسنان، و مختبر متقدم ،و صيدلية ، وغرفة جلوس وانتظار للمرضى ، وغرفة لعلاج الإدمان تتكون من 6 أسرة ،

مرافق أخرى .. للسيطرة  ..و للزيارة .. وللطفل و الأم وإذا ما دخلت إلى غرفة المراقبة والتحكم ، والموجودة في إحدى زوايا المركز ، فانك للوهلة الأولى تظن انك تقف في برج مراقبة قي مطار ، فهذه الغرفة المجهزة بأرقى أجهزة التحكم و المراقبة الالكترونية و السمعية ، قادرة على إغلاق كل موقع داخل المركز والسيطرة عليه مت بعد ، كما أن الشرطي الجالس هناك يرى كل حركة ، وخاصة في قسم هام وهو قسم الزيارة ، والذي جهز ليحترم خصوصية النزلاء وأهلهم أثناء فترات الزيارة المحددة بالقانون . ويختم الرائد صوافطة حديثه معنا بالقول " في هذا المركز لم نترك شاردة أو واردة إلا أخذناها بعين الاعتبار ، ومن أهم التفاصيل التي اهتممنا بها في قسم النساء ، غرفة الأم و الابن ، فإذا قدر أن توقف آو تحكم امرأة سواء كانت حامل أو معها رضيعها ، فالمركز مجهز بغرفة كبيرة فيها كل المستلزمات من أسرة أطفال وتلفاز وثلاجة ووحدة حمامات خاصة والعاب وكتب وغيرها ، وهذا يأتي من اهتمام أعلى الهرم في قيادة الشرطة ، من اللواء حازم عطا الله ، بأن نقدم الخدمة بامتياز لكل النزلاء دون استثناء ، مع مراعاة  الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال و الأحداث والذين نوليهم الرعاية الخاصة " .