هل استنفذنا جميع الخيارات؟؟

هل استنفذنا جميع الخيارات؟؟
تاريخ النشر: 2012/09/05 - 07:50 صباحا
بقلم: النقيب إياد دراغمه مدير العلاقات العامة والإعلام في شرطة محافظة أريحا والاغوار
على الرغم من الحوادث المرورية المتكررة، خارج المدن الفلسطينية وداخلها ، وعلى الرغم أيضا من التحذيرات العديدة التي أطلقتها الشرطة لتفادي الكوارث المرورية كما وقع في حوادث أصابت الجميع بالصدمة واعتبرت من الكوارث  الوطنية، إلا أننا ما زلنا نشهد بين الحين والأخر عدم التزام من قبل السائقين بالقوانين المرورية، وبعضهم يضرب بعرض الحائط كل المناشدات وغير آبه لا بحياته ولا حياة من معه من الركاب. أمس، وفي أحد شوارع أريحا الرئيسية وبعيدا عن القيل والقال ، أوقفت مركبة خصوصية من نوع فورد ترانزيت، لأننا عندما كنا نسير خلفها ظهرت المركبة وكأنها تحمل أطنان من الحديد والاسمنت ، لأنها بالكاد تتحرك وعجلاتها الخلفية يخرج منها الدخان لاحتكاك الجسم الحديدي للمركبة بتلك الإطارات. لن تصدقوا كم كان عدد الركاب فيها، وهم جميعهم طلبة من إحدى المدارس الثانوية في المدينة، بمعنى أن أعمارهم من السادسة عشره وحتى الثامنة عشرة، وأحجامهم ما شاء الله، فأتوقع أن يقول بعضكم على افتراض أن الحد الأقصى للحمولة لهذه المركبة هي 10 ركاب، فأن السائق وضع فيها ضعف العدد المسموح به أي 20، وربما يقول البعض الأخر والمتشائم قليلاً بالتأكيد 3 أضعاف حمولتها ، أي 30 راكب. ولكن حتى لا تستغرقوا كثيراً في الحسابات، فأن العدد كان 35 طالب، وأحتاجوا إلى 3 دقائق حتى يخرجوا من المركبة، نعم هذا هو العدد الذي أحصيناه بالتمام والكمال، وطبعا السائق غير محسوب في هذه النتيجة ويضاف إلى المجموع العام، وخرجوا جميعاً وهم يبتسمون، وكان شيئا لم يحدث والوضع طبيعي جداً. طلبت الأوراق الثبوتية من السائق، وللامانه لم يمانع وأخذتها منه بسرعة، وتبين أيضاً، وهنا المصيبة، أن رخصة المركبة منتهية منذ 3 شهور،وقال لي السائق مباشرة، سامحنا الله يخليك هالمره وعمرك ما بتشوفني على الخط". والاهم في الموضوع، وعندما توجهنا بالحديث للسائق عن سبب ارتكابه هذه المخالفة الصارخة، تدخل عدد من الطلاب مدافعين  عن السائق، وطالبوا بالصفح عنه، وأنهم لن يكرروها ثانية، وبعضهم حاول أن يبرر قائلين أن السبب يعود للظروف الاقتصادية وأن الحال صعب وما إلى ذلك. ولكنني توجهت لهم بسؤال، من منكم يتحمل المسؤولية أذا لا سمح الله وقع حادث سير ؟؟؟ أو ليقل لي أي واحد منكم من سيسامح السائق في تكاليف العلاج والدواء؟ إذ لا يوجد تامين يغطي الحوادث في مثل هذه الحالة، فلم يجني أي أحد منهم واكتفوا بالهمس وبكلمات وجمل غير واضحة ولا مكتملة. فالشرطة تقوم بواجبها على الوجه الأكمل، فدوريات المرور الراجلة والمحمولة تنتشر في كافة المحافظات بمدنها وقراها ومخيماتها صباحاً لتأمين العملية التربوية ودخول الطلاب الى مدارسهم ، وهي تفعل ذلك  في ساعات الظهريه وعند انتهاء دوام المدارس ورياض الاطفال، كما أنها تكثف من حملات التوعية المرورية عبر العديد من  ضباطها المختصين من خبراء السير وضباط العلاقات العامة،ولكنها لا تستطيع أن تضع شرطياًُ أو دورية على كل سيارة أو كل مواطن، فلا بد من التعاون للوصول إلى نتائج إيجابية وأيضا يجب أن تتظافر جهود الجميع للحد أو القضاء على مثل هذه الظواهر السلبية التي تهددنا جميعاً وتضعنا تحت رحمة  أولئك الذين لا يرغبون ولا يريدون الالتزام بالقوانين وإنما السير على هواهم دون حسيب أو رقيب. ومن هنا فأن السؤال الذي سيجيب عليه الجميع مع أول حادث مروع "لا قدر الله" يقع في صفوف الطلاب، وفي مثل هذه المركبات التي تنتشر في كافة  المحافظات دون استثناء، هو هل قمنا بكل شيء، وهل استنفذنا جميع الخيارات؟؟؟ والإجابة متروكة لكم.

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
19 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر