الدبلوماسيين وواجبات الشرطة

الدبلوماسيين وواجبات الشرطة
تاريخ النشر: 2012/10/07 - 01:24 مساءا
بقلم المقدم ابو زنيد ابو زنيد - تعتبر قواعد القانون الدولي العام وأصول الدبلوماسية وقواعد البروتوكول من العلوم الحديثة نسبيا ,ومن السلوكيات المستجدة التي طرأت على مفردات الساحة الفلسطينية  , بعد قيام السلطة  الوطنية الفلسطينية على ارض الوطن ,الامر الذي ترتب عليه تبادل التمثيل الدبلوماسي مع اشخاص القانون الدولي العام - من دول ومنظمات دولية - وعلى اعلى المستويات . وبالنسبة لنا وكما هو الحال في القانون الدولي فان ايفاد الممثلين الدبلوماسيين وقبولهم يعتبر مظهر من مظاهر سيادة الدولة ويعزز مركزها في الاسرة الدولية ,وبدونه تضمحل الروابط والعلاقات الدولية وتعيش الدولة  بحالة من العزلة السياسية والدبلوماسية وهو سلاح يستخدم بيد الدول على نطاق واسع اليوم  حيث ان الدبلوماسية شانها شان العلاقات الدولية عمادها مبدأ المعاملة بالمثل . خاصة اذا علمنا ان حق ايفاد الممثلين الدبلوماسيين كان محصورا في الماضي على الدول العظمى فقط دون الدول الصغيرة وقد  زال هذا التفاضل اليوم بفعل تطبيق مبدأ المساواة بين الدول . ونحن اليوم نخوض معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها كعضو في الامم المتحدة , فإننا احوج ما نكون بان تحصل دولة فلسطين على الاعتراف الفعلي من قبل الدبلوماسيين المقيمين في الاراضي الفلسطينية والذين بدورهم يرفعون تقدير موقف صحيح الى دولهم  وذلك وفقا لما يراقبونه من قيام دولة المؤسسات والقانون والمقدرة على ادارة شؤون البلاد من خلال العمل المحترف  في مختلف الوزارات والدوائر وبالنتيجة فان هذا يسهم في اضفاء الصفة القانونية على الاعتراف بفلسطين كعضو دائم في المجموعة الدولية , وذلك من خلال التصويت في الامم المتحدة لصالح قيام الدولة الفلسطينية ,ولعله من حسن حظنا ان هناك دور بارز لرجال الشرطة يؤدونه   للإسهام  بهذا الاعتراف بشقيه الفعلي والقانوني . ومن هنا كان لزاما علينا كرجال شرطة الالمام ببعض القواعد والشؤون التي تتعلق بواجباتنا وتتصل بهذا المجال الهام ,الذي يترتب على الخطأ فيه او تعمد ايقاع الخطأ والضرر , جزاءات دولية وخيمة  قد تفوق حدود تفكير  ومخيلة ضابط الشرطة الذي ارتكب الخطأ او تعمد الاساءة  . ومنها على سبيل المثال قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء  ويقابله بالمثل سحب السفير الفلسطيني لدى الدولة التي تعرض سفيرها للإساءة  لان العلاقات بين الدول تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل (reciprocal (,وبالتالي فان هذا يؤثر على مركز البلاد السياسي او الاقتصادي او الاستراتيجي وكذلك الاساءة  لسمعتها في المجتمع الدولي , او نعتها  بالتخلف عن اللحاق بركب الامم المتمدنة والمتحضرة التي تقيم كبير  وزن لهذه الاعتبارات ,كما ان التقصير في حماية الدبلوماسيين ينم عن خلل امني كبير في الدولة ذاتها , بل احيانا يكون مدعاة للتدخل الاجنبي المباشر بان تبادر الدولة التي تتعرض سفارتها للخطر الى ارسال قوات نخبة لحماية هذه السفارة مما يشكل حالة من الوجود العسكري داخل كيان الدولة المقصر ة عن  تطبيق الحماية الدبلوماسية الواجبة,ومن هنا فانه يتحتم علينا في الشرطة   الفلسطينية معرفة هذه القوانين ,الاعراف ,العادات ,والبروتوكولات والتقيد بها  اصولا . التعريف بالممثل الدبلوماسي : عرفته المادة 1-ه من اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة في العام 1961 بان رئيس البعثة او هو السفير والوزير المفوض والمستشارين والسكرتيرين والملحقين المعتمدين جميعا وفقا للقواعد المرعية . و يترأس  البعثة الدبلوماسية سفير او وزير مفوض او قائم بالأعمال اصيل او بالنيابة ,وتضم عددا من المساعدين كالمستشارين والسكرتيرين   والملحقين الدبلوماسيين وعدد من الملحقين الفنيين ,كالملحق العسكري والثقافي والتجاري والصحفي هذا فضلا عن الموظفين الاداريين . على انه يجب مراعاة ان كل من السفير والوزير المفوض يعتبر ممثلا شخصيا لراس الدولة التي يمثلها سواء كان ملكا او رئيسا . ويتمتع الملحقون الفنيون في السفارة بالامتيازات والحصانات الدبلوماسية . قائمة السلك الدبلوماسي :  Diplomatic list تستدعي  ضرورة المحافظه على الدفء اللازم في العلاقات بين الدول ان يتم تمييز الممثلين الدبلوماسيين بمعاملة مميزه تختلف عن باقي المواطنين والمقيمين في الدولة نظرا لأنه يمثل دوله ,كما ان الدبلوماسي بالعادة يتصف بصفات اللباقة والتهذيب  الرفيع وحسن التصرف والملبس الانيق والمركبات الفارهة  ويبدو عليه رغد العيش . لذلك كان لزاما على الدولة المستضيفة بكامل هيئاتها المدنية والأمنية ان تعتمد اسلوب اللباقة والمرونة والكياسة واللطف في التعامل مع الدبلوماسيين المعتمدين لديها ولذلك فان كثيرا من دول العالم تعمد الى اصدار ما يسمى بقائمة السلك الدبلوماسي والتي هي : كتيب صغير تصدره وزارة الخارجية اما مرة او مرتين في السنه وهو الاجراء الاصح ,ترصد في هذه القائمة  جميع السفارات بالترتيب الهجائي مع عناوينها وأرقام هواتفها ,وتضمنها قرين كل دولة اسماء رئيس البعثة الدبلوماسية ومساعديه الدبلوماسيين دون الاداريين ,بالإضافة الى ارقام هواتفهم وعناوين سكنهم الدقيق . وتعتمد هذه القائمة من قبل السلطات المختصة  مثل الشرطة ,ادارة الجمارك ,القضاء وذلك لمنح اعضاء السلك الواردة فيها اسمائهم الامتيازات والإعفاءات المقررة دوليا للممثلين الدبلوماسيين  وتجنب مغبة الوقوع في اخطاء اثناء التعامل معهم . اللوحات الدبلوماسية للسيارات Diplomatic number-plate جرى العرف الدولي على منح سيارات اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في دولة ما ,لوحة خاصة ,تختلف من حيث لونها وتسلسل ارقامها عن باقي لوحات السيارات الخاصة او السيارات الحكومية ,وتحمل عبارة تشير الى السلك الدبلوماسي Corporation Diplomat- CD يعتبر منح هذه اللوحات نتيجة منطقية للامتيازات التي يتمتع بها الدبلوماسيون المعتمدون مع افراد عائلاتهم وسكنهم ووسائل نقلهم . وقد اتخذت هذه الخطوة كي يسهل تمييز هذه المركبات من قبل رجال المرور من اجل تقديم التسهيلات اللازمة  للمركبات الدبلوماسية في ظل مراعاة الاخيرة للأنظمة والقوانين المرعية في الدولة المستضيفة . وكذلك الامر بالنسبة لرجال الجمارك بعدم تفتيشها وينطبق الحال بالنسبة لرجال الشرطة ايضا نحو عدم التفتيش حتى الروتيني منه او المعتاد . وكذلك يمنع الاستيقاف لأغراض التدقيق في وثائق المركبة او من بداخلها إلا اذا دل ظاهر الحال على غير ذلك او كان هناك اخبار من السفارة ان هذه المركبة تعرضت للسرقة او يقودها شخص غير مخول بالقيادة او غير ذلك من الاسباب  والتي يصدر بها امر من العمليات المركزية في الشرطة ويناط التنفيذ بضابط  لضمان حسن التنفيذ ومراعاة الاصول الواجبة . حتى  مبدأ اقليمية النص الجنائي وقانون العقوبات لا يطبق على الدبلوماسيين وهناك طرق خاصة لمقاضاة الدبلوماسي في دولته ,بمعنى انه في حالة ارتكاب جريمة من قبل الدبلوماسي فانه بعفى من المحاكمة في الدولة التي يعمل فيها بصفته دبلوماسيا بينما يحاكم في دولته عن هذه الجرائم طبقا للنظام المتبع . كما انه يمكن في حالات خطيرة جدا ان يتم طرد الممثل الدبلوماسي من قبل الدولة المعتمد لديها وذلك على سبيل المثال لا الحصر اذا ثبت تورطه او اشتراكه في مؤامرة التجسس  حيث يعطى مهلة محددة لمغادرة البلاد باعتباره شخص غير مرغوب فيه دون امكانية عرضه على المحاكم الوطنية (persona non grata ). وقد ذهب بعض فقهاء القانون الدولي العام الى اعتبار السفارة وبيت  السفير ووسائل نقلهم هي جزء من اراضي الدولة الموفدة للسفيرو لا يجوز دخولها من قبل سلطات الدولة المستضيفة وذلك بشكل مطلق,  وهذا ما تأخذ به جميع دول العالم باستثناء بريطانيا في جزئية المركبات الدبلوماسية حيث يتم تحرير مخالفات مرورية للمركبات الدبلوماسية  وهذا اجراء مخالف للعرف الدولي بالشأن .
مقدم /ابوزنيد ابوزنيد نائب مدير المرور

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
29 مارس 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر