رسالة الأمين العام بمناسبة يوم الشرطة العربية

رسالة الأمين العام بمناسبة يوم الشرطة العربية
تاريخ النشر: 2012/12/17 - 09:00 صباحا
في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام تحتفل يوم الشرطة العربية الذي يخلد حدثا بارزا في تاريخ العمل الأمني العربي المشترك , يتمثل في انعقاد المؤتمر الاول لقادة الشرطة والامن العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة, قبل أربعين عاماً . أربعة عقود من التعاون الأمني العربي كانت حافلة بالعطاء , زاخرة بالتنسيق مفعمة بالمحبة والأخوة والوئام. تحققت خلالها انجازات عظيمة : أنشئت هياكل متعددة وضعت اتفاقيات وقوانين  واستراتيجيات وخطط نموذجية , تطورت الاهتمامات  وتجددت وتعززت مجالات التعاون وتشعبت , حتى غدت مسيرة التعاون الأمني العربي اليوم من أهم ركائز العمل العربي المشترك . لكن الأمن العربي لم يكن ليتحقق لولا تضحيات رجال الشرطة العرب في الميدان, الذين بذلوا دمائهم  الزكية في سبيل امن المواطن وسلامته . وقدموا أرواحهم الطاهرة قربانان لرخاء الوطن ونمائه وسهروا الليالي بعيدا عن أسرهم لينعم غيرهم بالطمأنينة والدفء العائلي . لا بد لنا اليوم أن نتذكر هذه التضحيات بكل إكبار وتقدير  خاصة في أوقات تعرف فيها المنطقة العربية تحالفا بين عصابات الإجرام لنظم التي تعمل على تقويض الأمن من خلال الاستهداف المباشر لأفراد الشرطة وهم يؤيدون واجبهم المقدس لخلق حالة من الانفلات الأمني وتكريس البلبلة والفوضى خدمة لأهداف شريرة . لابد أن نتذكر هذه التضحيات ونبرزها لان بعض المواطنين لا يقدرون حق قدرها ولا يدركن للاسف مدى المعاناه التي يعيشها رجال الشرطة في سبيل امنهم وراحة بالهم بل يرون في عمل الشرطي النيل الا تجاوزا للقانون بفعمل ممارسات فردية يتم تعميمها ظلما وتضخيمها افتراءً من قبل جهات مصلحتها في تقويض السلم الاجتماعي وتعميق الهوة بين الشرطة والمجتمع . يمكن ان نستشير وسائل الاعلام والمواقع الاكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت في ابراز الوجه الحقيقي لرجل الشرطة ويمكن ان نستغل فضائيات الاتصال الجماهيري ووسائط ووسائط التعبير المختلفة بكسر الصورة النمطية السوداء التي تركزت في اذهان البعض عن رجال الشرطة والتي زاردتها الاحداث التي مرت بها المنطقة العربيى مؤخرا سوادا وقنامة. وقد تؤثر تلك الوساشل اكلها على صعيد رسم الصورة الواقعية للشرطة وقد ننجح في تخفيف مشاعر الريبة والتوجس التي تعتمل في نفوس البعض تجاه لشرطة ورجالها ...لكن الوسيلة الاكثر فعالية في نظرنا لتبديد المخاوف ومد جسور الثقة والتفاهم وصقل الصدا الذي تراكم منذ سنين تظل سلوك رجال الشرطة نفسه وطريقة تعامل المواطن. لا يكفي فقط تكريس ثقافة احترام حقوق الانسان لدى العاملين في اجهزة الشرطة فذلك امر مفروغ منه تلزم به كل القوانين المنظمة لعمل الشرطة في الوطن العربي وتتضمنه كل المناهج المتعددة  في كليات معاهد الشرطة والامن وتحث عليه مختلف القرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب ومؤتمراته القطاعية . ولا يكفي ايضا تعزيز ثقافة احترام الاجراءات القانونية المرعية عند ممارسة العمل الامني وانقاذ الفانون فذلك امر من صميم التزامات العمل الشرطي وخلق من اخلاقيات المهنة لا يجزو التفريط فيه اطلاقاً. لا بد لنا علاوة على كل ذلك من عمل على ان يتم التعامل مع المواطن اثناء التحقيق وخلال مختلف مراحل العملية الامنية في جو من الالفة والمودة يحض عليه ديننا الحنيف وتمليه اخلاقنا العربية وينسجم مع ارثنا الحضاري العريق. لا بد لنا ايضا من القيام بالخطوة الاولى تجاه المواطن من خلال مد العون له وتقديم المساعدة في مختلف الاحوال حتى يشعر ان للشرطة رسالة نبيلة تتجاوز اطار كلاحقة المجرمين لتلامس المشاغل اليومية للمواطنين وهذا امر لا يحقق الا بتعزيز مقاهيم الشرطة المجتمعية او شرطة الجوار كما يسميها البعض اعتبارا لما تعنيه من وقوف الشرطة قريبا من هواجس المجتمع وتليص المسافة بين الجانبين. عندئذ سينجح في اقامة شراكة فعالة بين الشرطة والمجتمع تسهم في نجاعة العمل الامني وتوفير من ثم الضروف الملائمة لما تنشده شعوبنا العربية من تنمية ورخاء . هذا الامر يحتاج طبعا الي مزيد من نكران الذات لدى رجال الشرطة لا يكفي فقط التضحيات الجسامالتي اشرنا اليها والتي تجد حق التقدير من قبل البعض بل لا بد من الصبر على الاستهداف والانتقاد لا بد ان تتذكر ان اختيار هذه المهنة الصعبة يعني نذر النفس للوطن والمواطن دون انتظار جزاء او شكور . لكن رغم ذلك هناك بحمد الله فئات من المواطنين تقدر الشرطة في المجتمع وتشكر لرجال الامن ما يقومون به من تضحيات وفي سبيل امن المواطن وسلامته وتعي ان يوم الشرطة العربية يمثل مناسبة سانحة للتعبير عن اعتزاز بهذا القطاع الحيوي والذي لولاه لما نعمو بالامن والسكينة. شعور نبيل يبعث على بذل المزيد من الجهد لمد جسور التواصل بين الشرطة والمجتمع وتعزيز علاقات الثقة والتعاون بين الجنبين بما يحقق امن الوطن وسلامته .
س

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
18 مايو 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر