في اليوم العربي لمحو الامية ...

في اليوم العربي لمحو الامية ...
تاريخ النشر: 2013/01/08 - 08:36 صباحا
"الحمد لله رب العالمين ، صرت أقرأ القرآن ، والله يديم علينا الصحة ويحفظ الرئيس أبو مازن والشرطة" ، بهذه الجمل البسيطة بدأت الحاجة أم العبد حديثها بصوت خافت ومهتز عندما سألتها عما حصل معها بعد عام  من الالتحاق ببرنامج محو الأمية الذي تنفذه الشرطة الفلسطينية في محافظة أريحا.
وأذكر أن الحاجة أم العبد والتي تجاوز عمرها الثمانين عاماً ببضع سنين، جاءت لمركز محو الأمية الذي افتتحته الشرطة في تجمع قرى الديوك الفوقا والنويعمه والتي تقع في الشمال الغربي من مدينة أريحا، وقالت وقتها أنها تريد تعلم القراءة والكتابة حتى تقرأ القرآن الكريم في صلاتها وفي شهر رمضان، إذ أن الظروف في أربعينات القرن الماضي لم تتح لها الذهاب لا للمدرسة ولا للكٌّّّّتاب ، وظلت تنتظر الفرصة حتى بداية العام 2012 الماضي.
وفي هذا اليوم، والذي يصادف اليوم العربي لمحو الأمية وفي الثامن من كانون الثاني من كل عام، فإن أجمل هدية تقدمها الشرطة الفلسطينية للمجتمع الفلسطيني هو تخريج 23 سيدة وفتاه في المشروع الثاني لمحو الأمية، وبعد أن تجاوزن عتمه الاميه وظلمها، وانطلقن إلى نور العلم والمعرفة ، وانضممن إلى 40 أخريات نلن  هذا الشرف قبل عامين تقريباً.
ذهبت ذات يوم ليس ببعيد، إلى مركز محو الأمية برفقة مدير شرطة المحافظة المقدم دكتور محمود صلاح الدين، ومعنا الأستاذ ، ومصطلح الأستاذ أطلقته المشاركات في المشروع على الملازم أول إبراهيم قواريق، وهو الذي تولى تدريسهن وتعليمهن في لقاءين أسبوعيا ولمدة 4 ساعات ، وبعد انتهاء الدوام الصباحي، حيث كنا نذهب مساءً، وهو يباشر التدريس وأنا أهتم بشؤون وقصص أخرى للمشاركات والضيوف الذين تعودوا المجيء لمتابعة سير العمل في المشروع ، ومهما تحدثت عن الفرحة التي غمرتنا بعد أن شاهدنا الحجّات والبنات يجدن القراءة والكتابة وأيضاً الحساب(الرياضيات)، فلن أتمكن من نقل الصورة، وأيهما تسبق الأخرى؟؟ الابتسامة أم الدموع؟ وأظن أنهما اختلطتا معاً لدى ثلاثتنا ، ولسان حالنا يقوم: الحمد لله رب العالمين ، وكما قالت أم العبد".
أم جهاد ، أم محمد ، كفاح، والصغيرة نهاد التي لم يتجاوز عمرها 16 عاماً، والأخريات اللواتي لا أذكر أسماءهن الآن، أنطلقن في الحياة، فتلك تدرس أبناءها، وتلك تتابع ابنها في الجامعة ، ومنهن من التحق بدورات متقدمة أخرى في مراكز تدريب لتعليم الطهي وتحضير الوجبات الغذائية الجاهزة، وقد أجدن وأبدعن، وأثبتن انه لا مستحيل مع الإصرار والإرادة والمبادرة.
وأما بالنسبة لنا في الشرطة وفي العلاقات العامة تحديداً، فسيكون لنا مشروع أخر وفي مكان أخر بإذن الله، نضيء فيه شمعة العلم ، ونبدد الظلام، وفي قرية من قرانا أو مخيم أو مدينة، ونساهم مع المساهمين في محو الأمية في صفوف أمهاتنا وأخواتنا، ولن نتردد في تقديم الخدمة ولو على حساب وقتنا ولكل من يطلبها، ونحن بكل تأكيد فخورين وممتنين لذلك وشاكرين وعن طيب خاطر.
وفي النهاية ، نقدم هذه الهدية أيضاً لقيادة الشرطة الفلسطينية ممثلة باللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة، والذي تبنى النهج المجتمعي للشرطة كدور مكمل وموازي للدور الاعتيادي للعمل الشرطي من حفظ الأمن والنظام العام، والتحية لكل من ساهم معنا وكل من آزرنا سواء بالكلمة أو الزيارة، وأمد الله في عمر الحاجة أم العبد حتى نصلي معها في  القدس المحررة عاصمة الدولة الفلسطينية ، وتتلو القرآن هناك في المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وتدعو الله لنا أن يرحمنا .........آمين
في اليوم العربي لمحو الامية ... بقلم النقيب اياد دراغمة مدير فرع العلاقات العامه و الاعلام بشرطة محافظة اريحا س

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
24 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر