تاريخ النشر: 2013/07/16 - 09:20 صباحا
" يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
اقبل علينا شهر الخير والرحمة والبركة شهر رمضان المبارك ، الذي كنا ندعو الله عز وجل ان يبلغنا اياه ، وقد استجاب الله من عباده الدعاء فها نحن نتفيء ظلال هذا الشهر العظيم سائلين الله ان يعيننا على صيامه وقيامه وفعل الخيرات فيه .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وقد ورد في الحديث القدسيّ " كل عمل بن ادم له الا الصوم فانه لي ، وانا أجزي به " .
من هنا نقف واياكم على بعض فضائل هذا الشهر الكريم :
الصيام يعلم صاحبه الصبر وتحمل الشدائد ، كيف لا وهو يترك طعامه وشرابه وشهوته من اجل الله عز وجل ، محتسبا اجره عند الله رغم طول ساعات الصيام وشدة حرارة الجو ّ.
كما ان الصوم يعلم صاحبه التواضع وتهذيب النفس ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من تواضع لله رفعه ومن تكبر على الله وضعه " .
والصوم يعلم صاحبه معنى مرارة الجوع والعطش ، فيتذكر الصائم الفقراء والمعوزين وما يعانوه نتيجة فقرهم وعوزهم ، فيعطف عليهم ويصلهم وينفق عليهم ، مستذكرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من مشى في حاجة اخيه مشى الله في حاجته ، ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامه ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " .
ومن فضائل الصوم انه يقوي الروابط الاجتماعية بين المسلمين كما يقوي صلة الارحام بينهم ، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من فطر صائما فله مثل اجره لا ينقص ذلك من اجر الصائم شيء " ، ويقول " من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه " وما اعظم صلة الأرحام عندما تكون في شهر رمضان الكريم .
واما الحسنات والاجور فانها تتضاعف في شهر رمضان اضعافا كثيره ، فيحرص الصائم على اداء الزكاة واخراج الصدقات وقراءة القران وأداء صلاة التراويح في المساجد واستماع دروس العلم كل هذا طمعا فيما عند الله من عظيم الاجر والمثوبة التي اعدها لعباده الصائمين
ولعل أعظم الفضائل في شهر الله الكريم هي تحقيق التقوى عند الصائم ، والتقوى هي ان يجدك الله حيث امر مؤتمرا وحيث نهى منتهيا ، وقد أعان الله عباده على أمرهم وصفدت مردة الشياطين .
أخي الصائم هذه بعض الفوائد وقفنا عليها لنستشعر عظمة هذا الشهر العظيم لنزداد له تعظيما وعلى ربنا اقبالا ولفعل الخيرات اسهاما " وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض اعدت للمتقين " .
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا ، وأن يعود علينا رمضان في عام قابل وقد تحررت أرضنا وتوحد صفنا وأقيمت دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفيها اقدس مقدساتنا المسجد الأقصى المبارك .
