مقال بعنوان " الواجب والتضحية "

مقال بعنوان " الواجب والتضحية "
تاريخ النشر: 2013/12/15 - 11:38 صباحا

بقلم الرائد يوسف ابو فارة

مساعد المفوض السياسي للشرطة

كلمات يتلفظ بها الكثيرون ولكن هم قلة من يؤدونها حقها ، فعندما يلتحق الشخص بأي مهنة أو عمل اي كان فإنه يقسم قسم الولاء والاخلاص لهذا العمل وادائه على اكمل وجه والتضحية في سبيل الواجب ، وهذا حال من التحق بالمؤسسة الشرطية حيث صار عليه أن يدرك حقيقتين هامتين ، الاولى: أنه لم يعد ملكا لنفسه ولحياته الاجتماعية الاعتيادية، والثانية: انه قد يكون عرضة في كل لحظة ليكون شهيدا في سبيل اداء واجبه وفي سبيل  حماية مجتمعه ووطنه من عبث الفاسدين والمفسدين والخارجين على القانون

وفي الحقيقة الاولى رجل الشرطة ورجل الامن لم يعد ملكا لنفسه ولحياته الاجتماعية بل اصبح ضمن اطار وحدود عمل قد يتطلب منه الالتحاق بعمله والتواجد على رأس عمله في كل لحظة فهو ليس كباقي الموظفين ، وفي الحقيقة الثانية ورغم انه يعمل من اجل الصالح العام الا ان هناك فئة لا يعجبها هذا العمل لانها الخاسر من اداء الشرطة لواجبها على اكمل وجه وهذه الفئة ليس لديها اي رادع وليس لديها اي تردد في الحاق الضرر برجال الشرطة لتحقيق مصالحها

ولان رجل الشرطة ادرك هاتين الحقيقتين منذ بداية عمله بمؤسسة الشرطة فانه يعمل ضمن هاتين الحقيقتين ولهذا اطلق على الشرطة العين الساهرة ، فالتضحية هي جزء اصيل من عقيدة رجل الشرطة لان غالبية الاعمال والواجبات التي تقوم بها الشرطة بحاجة الى التضحية بل هي قائمة اساسا على مبدأ التضحية ، وعمل الشرطة المميز يكون دائما في الاوقات الصعبة والحرجة والتي تتطلب ابداء اكبر قدر من روح الالتزام والتضحية وتحمل المسؤولية ولهذا يكون رجل الشرطة على الاستعداد التام للعمل والتدخل وقت الحاجة ولو كان ذلك على حساب ارواحهم واجسادهم

فرجل الشرطة صقل بشخصية الى حد ما تجردت من الروح ذات الانانية المسرفة ضيقة الحدود والتي لا ينظر منها الانسان الا الى نفسه ويهرب من الواجبات ما استطاع ، حاله حال من قال اذا مت ظمآنا فلا نزل المطر وانما رجل الشرطة قد يذهب بحياته لينقذ غيره ويضحي بنفسه لاجل امن بلده

نعم اخواني منتسبي المؤسسة الشرطية هذه هي الحقيقة وان تغب عنا برهة لكنها تبقى في اعماقنا لتظهر عند اداء كل واجب ومهمة ، فالتضحية انبل ما وصل اليه الانسان فهي اجمل المناظر واروعها ولا شيء يكسب الامة قوة كما تكسبها التضحية ، والتضحية ارادة لا يمكن ان توجد الا داخل كل من يدرك سبب وجوده وانه لم يوجد لنفسه وانانيته وانما وجد ليكون ايضا لغيره

نعم اخواني هذا قدرنا فواجبنا وعملنا يتطلب منا التضحية ويتطلب منا الشجاعة والاقدام فنحن جزؤ من شعب سمته التضحية فهو لا زال يضحي حيث عظام قادته قضوا على طريق التضحية والشجاعة والاقدام ، ونحن مؤسسة قدمت العديد من ابنائها شهداءاً في سبيل الواجب والدفاع عن المواطن وحقوقه ، واخر صور هذه التضحية شهيدنا الرقيب اول ناصر بريوش الذي ضحى بحياته في مواجهة الخارجين على القانون فلا تهنوا ولا تحزنوا فانت اصحاب واجب مقدس كفله الله للعالمين فهو الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف

وحتى نوفي من قضوا في سبيل اداء الواجب حقهم مطلب منا تفاني اكبر في اداء الواجب وتضحية اكبر من اجل الوطن والمواطن والعمل بكل امانة واخلاص لفرض الامن والامان ، وكل ما نتعرض له سواء من اصابات جسدية او استشهاد خلال الواجب هي حقيقة يجب ان نعيها جيداً وندركها فهي طبيعة عملنا الذي ارتضينا ان نكون جزءاً منه ، وكلنا ان شاء الله أهلٌ لهذه المسؤولية وهذا الواجب املين من الله ان يتقبل شهداء هذه المؤسسة وشهداء هذا الشعب ويسكنهم فسيح جناته وداعين شعبنا ليكون الى جانب هذه المؤسسة الشرطية لانا تعمل من اجل امنه وسلامته وان يكون عونا لها لا معيقا لعملها


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
23 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر