رجال في الثلج

رجال في الثلج
تاريخ النشر: 2013/12/28 - 07:30 صباحا

بقلم : الرائد/علي العملة

مدير دائرة الخدمات الطبية والاجتماعية

تجدهم في المكان والزمان.. وقت الحدث دون انتظار.. بالرغم من شح الإمكانات وقسوة الجو البارد.. إلا أنهم أصروا على أن يزرعوا بسمة على وجوه أبناء شعبهم في ظل الظروف الجوية الصعبة التي عاشتها مدن وقرى ومخيمات الوطن .. بمجرد سماعهم نداء الاستغاثة وأنين المرضى.. تراهم يسرعون إلى المكان.. يقدمون أقصى ما لديهم .. لو نظرت إلى ألصوره والمشهد يتأكد لك أنهم لم يألوا جهداً و لم يدخروا وسعاً لتخفيف بروده وقسوة الجو على الأطفال والنساء والشيوخ .. إنهم فرسان الدولة الفلسطينية والعيون الساهرة على راحة وامن شعبهم ووطنهم .

فمع حبات البرد الأولى التي فرشت الأرض بردا ليستريح عليها الثلج الأبيض والتي انتشرت على أرضنا المباركة ، رسم ضباط وصف الضباط وأفراد الشرطة إلى جانب إخوانهم في المؤسسة الأمنية والخدمات الطبية العسكرية والدفاع المدني لوحة نادرة ألوانها كبياض ونقاء الثلج، طلتهم البهية التي نشرت الدفء للمحتاجين من أبناء شعبنا عملوا بهمة كسرت كل الحواجز ومضت تعانق الشوارع والازقه والتلال والجبال لتشق الطرق المغلقة، تلبيه لاستغاثة الملهوف مريضا او محاصرا او حتى طبيبا للذهاب الى مكان عمله ... عيونهم هناك إلى المدينة ..إلى القرية ..إلى المخيم ... إلى الأودية حيث البيوت النائية البعيدة ...

تراهم صامدون في الليل.. والنهار.. في الصباح.. والمساء.. تتقدمهم أنفاسهم الطاهرة وعيونهم التي لم تعرف النوم، وبحوزتهم قلوبهم الدافئة واحتياجات الناس وتتقدمهم قوافل الخير التي احتشدت تقتدي برئيسها وفارسها الذي خرج بنفسه ليطمئن على أحوال الناس ليحول مواسم التحديات والاختبارات إلى مواسم العطاء وهي صوت وشعور وإحساس الإنسان بأخيه الإنسان مهما كان جنسه ولونه ، هدفه الأسمى خدمة الإنسان والوطن.. فتعليماته نفذت... بفضلها كان للمؤسسة الأمنية دور بارز في ساحة الشرف .. خرجوا تحت المطر والبرد القارس وتراكم الثلوج يمشون فوق الثلج لخدمة المواطنين والسهر على راحتهم بهذا النفس وبهذا العطاء يصنع تاريخ الوطن والإنسان والهوية .

نجحت الشرطة ومن معها وضمن الامكانات المتاحه في ادارة الازمه وكانت محل إعجاب ابناء شعبها ونالت ثقتهم فقد أدت رسالتها خير الأداء بل وكانت السند والعون للمؤسسات من بلديات ومواطنين وقطاع خاص ، ومن الملفت ايضاً ان تشاهد سيارات الدفع الرباعي التابعه للاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية والهوائية تقوم بنقل المرضى المستشفى وكأنك تشاهد رالي في فلسطين ولكن من نوع آخر وهو سباق النخوه للرجال .

رسمت قوى الامن الفلسطيني خارطه طريق جديده لمواجهه المنخفض "اليكسا" وبهمه الرجال وبروح العطاء والتضحية نجحوا في اجتياز مرحله الازمه وغنوا على لحن النشيد الوطني فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود بعزمي وناري وبركان ثأري وأشواق دمي لأرضي وداري صعدت الجبالا وخضت النضالا قهرت المحالا عبرت الحدود بعزم الرياح ونار السلاح وإصرار شعبي لخوض الكفاح فلسطين داري ودرب إنتصاري فلسطين ثاري وأرض الصمود بحق القسم تحت ظل العلم بأرضي وشعبي ونار الألم سأحيى فدائي وأمضي فدائي وأقضي فدائي إلى أن تعود فدائي.

لقد نزلوا بين الناس ليحرسوهم ويؤنسوا وحشتهم بعد ما خلف المنخفض دمارا كبيرا في الممتلكات الخاصه والعامه وانقطاع للتيار الكهربائي لأيام ولكي تقر عيونهم وبحضره الإيمان والعمل ووحده الكلم يلبون احتياجاتهم ، فكانت كلمات الرئيس القائد الأعلى ، الأب لابناءه في قوى المؤسسة الأمنية يحثهم بان انشروا الدفء بألوان الشتاء على وطنكم وشعبكم وأنيروا لهم الطريق فاليوم يومكم ثلج ومطر وبرد وعواصف وتكافل وفروسية وإحسان.

اليوم ذاب الثلج الذي عايشناه أيام وتذوقنا فيه حلاوة اللقاء والذي اخترتم نقاء بياضه عنوان ، لكن يا فرسان الشرطة والخدمات الطبية العسكرية والدفاع المدني والأجهزة الأمنية بقيت مواقفكم المشّرفة فهي نبع وعطاء مستمر لم ولن ينقطع ، فبوركت هذه السواعد والهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار.


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
24 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر