التربية والثقافة المرورية

التربية والثقافة المرورية
تاريخ النشر: 2014/06/02 - 06:21 صباحا

التربية والثقافة المرورية بقلم الرائد اياد دراغمة

ان المتتبع للعملية المرورية برمتها في فلسطين ، يشهد يوماً تلو الاخر حوادث السير والتجاوزات لقوانين المرور وما ينتج عن ذلك من نتائج فاقت حد المعقول في كل كافة المحافظات الفلسطينية ، اضافة للنزيف اليومي وحالت الوفيات و الاصابات في صفوف المواطنين ، ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة التي يتكبدها الاقتصاد الفلسطيني والمشاكل والقضايا المترتبة على الحوادث والتي تفيض بالألم والحسرات للكثيرين ، والمعاناة التي تدوم طويلاً عند بعض العائلات كنتيجة مستمرة للحوادث ومنها الاعاقات وفقدان الاطراف والتشوهات وغيرها .

وما دفعني اليوم للكتابة في الموضوع المروري ، ان الحوادث ما زالت مستمرة وسببها الرئيسي الإنسان نفسه ، وعلى الرغم من ان الشرطة الفلسطينية وعبر اداراتها في العلاقات العامة والاعلام والمرور وبالشراكة مع الكثير من المؤسسات العامة والخاصة والمراكز الشبابية والجمعيات وأهمها وزارة التربية والتعليم ، بذلت جهود كثيرة في موضوع التوعية المرورية على مدى الاعوام الماضية ، اضافة لدور شرطة المرور المميز في عملية الضبط المروري وبما يشمل ذلك من التدخل على المستويات الوقائية والاستباقية وبالشراكة الاكيدة مع وزارة النقل والمواصلات وغيرها ، الا اننا بحاجة للمزيد وعبر العمل المتكامل .

وهذا يدعونا من الان للتفكير خارج الصندوق ، فالعمل الاعتيادي وخاصة في مجال التوعية والذي يشمل النشرات والبروشات واليافطات لم تعد تجدي نفعاً على اهميتها أحيانا ، ولكن التجربة تثبت ان ترسيخ الوعي المروري لدى المواطنين مهم للغاية والتركيز يجب ان يكون في مرحلة الطفولة ورياض الاطفال والمدارس الخاصة .

وبما ان نشر التوعية المرورية تهدف الى تغيير او تعديل السلوك من السلبي الى الايجابي  ، فقد جاءت ووفرت اللقاءات المرورية والمبادرات والمشاريع المشتركة ما بين الشرطة ووزارة التربية خلال الاعوام الثلاثة الماضية المطلوب من حيث نشر الوعي المروري لدى الطلاب والطالبات ، ومنها مشاريع الشرطي الصغير والشرطة المدرسية وصولاً لأصدقاء شرطة المرور ودوريات السلامة على الطرق .

ومن هنا فهذه رسالة مفتوحة للقائمين على العملية المرورية برمتها ، وهي ان نذهب خطوة اخرى متقدمة الى الامام ، وذلك عبر اقرار مناهج مدرسية  فلسطينية تحت اسم (التربية والثقافة المرورية) ، وان يبدأ تدريسها من رياض الاطفال ، والمؤسسات التعليمية يمكن ان تلعب دوراً رئيسياً للرقي بالسلوك والثقافة المرورية عبر اللقاءات النظرية والعملية ومردود ذلك من نتائج تؤدي  للحفاظ على النفس وحياة الاخرين ومقدرات المجتمع ، وكمقترح يمكن ان تكون هناك لجان تدريس وتدريب مشتركة من الشرطة والوزارات المعنية .

وفيما يتعلق بالمناهج فلا بد من الية واضحة  ما بين الشرطة ووزارتي التربية والتعليم والنقل والمواصلات ، مع تضافر جهود الخبراء من مؤسسات المجتمع المحلي للبدء بوضع المناهج والتي يجب ان تشمل اضافة الى بعض المواد والقوانين المرورية وجود الرسومات التوضيحية وبما يتناسب مع الفئات المستهدفة ، وهناك ارضية جاهزة لدى شرطة المرور و خبرائها في مجال التوعية المرورية يمكن البناء عليها و الاستفادة منها ، وعلينا ان لا نتردد في اتخاذ الخطوات الكفيلة للبدء بالإعداد والتحضير  .


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
23 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر