أسبوع المرور العربي للعام 2015 ( ابدأ بنفسك كن ملتزما )

أسبوع المرور العربي للعام 2015 ( ابدأ بنفسك كن ملتزما )
تاريخ النشر: 2015/05/07 - 05:03 مساءا

يُعدُّ أسبوع السلامة على الطرق مناسبة أممية، تحتفل بها جميع دول العالم على اختلاف مستوياتها الاجتماعية أو الاقتصادية أو الحضارية، فقد أعلنت الأمم المتحدة العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ليكون عقد السلامة المروية على الطرق، فقد تبيّن أن ما يزيد على مليون ومائتي ألف شخص يفقدون حياتهم سنوياً في العالم بسبب حوادث الطرق.

وبعد حصول دولة فلسطين على الاعتراف الأممي - شعباً وأرضاً ونظاماً سياسيّاً - بين شعوب ودول العالم في المنظومة الأممية، فقد أصبح لها حقوق وترتّب عليها واجبات، كأيِّ دولة بصفتها عضواً في المنظومة الأممية، مما يحتّم عليها الالتزام بمبادئ الأمم المتمدنة وأعرافها وقيمها.
وتتبوّاُ السلامة على الطرق مكانة بارزة في اهتمامات الدول وأولياتها، وذلك نظراً للمآسي والويلات التي تتمخض عن هذه الحوادث، علاوةً على ما يلحق بالدولة من إساءة إلى مركزها الدولي بين دول العالم شعوبه المتحضرة، وذلك من ناحية إعمال القانون وتطبيقه والنظام الصحيح في مناحي الحياة اليومية للمواطنين والزائرين، وهذا ممّا يسهل اكتشافه والتعرف إليه من خلال التنقل باستعمال وسائط النقل المعروفة والاحتكاك المباشر مع السائقين ومستخدمي الطريق للخروج بانطباع دقيق وصحيح عن مدى توفر حالة الأمن والنظام في هذه الدولة أو تلك.

وفي هذا السياق فان العالم العربي يحتفل بأسبوع المرور العربي في الرابع إلى العاشر من أيار من كل عام، وتعدّ هذه المناسبةُ قوميةً، تتضاعف فيها الجهود الرامية إلى توفير السلامة المرورية لمستخدمي الطريق كافة، ولا سيّما في ظل التصنيف الخطر للدول العربية، من حيث مستوى السلامة المرورية فيها، ومن حيث أن دولة عربية واحدة - على اﻷقل - تعدّ من بين الأسوأ عالمياً في مستوى السلامة المرورية نظراً لعدد الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث الطرق فيها.
فالعالم العربيّ يفقد ما يزيد على 32 ألف قتيل سنوياً، وبضع مئات الآلاف من الجرحى الذين يعانون الإصابات والعاهات الدائمة، كما يخسر العالم العربيّ ما يقرب من 25 مليار دولار سنوياً للتغلب على الآثار السلبية لحوادث الطرق، في حين أنّه يصرف مليار وثمانمائة مليون دولار على البحث العلمي في أفضل الأحوال.
وفي هذا الإطار، بادرت دول الخليج العربي إلى تخصيص أسبوع مرور خليجي بالإضافة إلى أسبوع المرور العربي، وذلك لما للموضوع من أهمية في إسباغ صورة نمطية متحضرة، وما يمكنه من تجنيب شعوبها للوفيات والإصابات المرورية، بالإضافة إلى التخفيف من حالات النزق والتكدير التي تتركها أزمات المرور الخانقة على نفسيات مستخدمي الطريق، فكما هو معلوم، فإنّ حالة المرور تتحكم في تحديد الحالة المزاجية والنفسية لمستخدم الطريق.
أمّا في فلسطين، فينظر إلى قضية السلامة المرورية من منظور مختلف، فهي تحظى باهتمام بالغ من قيادة الشرطة الفلسطينية بقيادة اللواء حازم عطا الله مديرها العام، سعياً منها لتعميم الثقافة المرورية وجعلها ظاهرة ومطبقة على أنماط السلوك النظامي والأمني للمواطن الفلسطيني، كون حالة المرور وانتظامه في الوطن، تعدُّ معياراً يُقاس تقدُّمنا نحو البناء المؤسساتي السليم، وذلك من حيث استتباب الحالة الأمنية والنظامية في الوطن وإشعار جميع مستخدمي الطريق بالأمن والسلامة.
وبالنظر إلى مؤشر التقدم الحاصل في مجال السلامة المرورية في فلسطين، فإنّ الأرقام والنتائج تشير إلى أنّ ثمّة تراجعاً واضحاً شهده العام الماضي، فقد بلغ عدد الضحايا 101، بالقياس إلى معدّل سنوي بلغ 122 في الخمس سنوات التي سبقته، إذ فقد فيها المجتمع الفلسطيني 611 مواطناً كانوا ضحايا حوادث طرق.
كذلك فقد شهدت السنوات الخمس الماضية إصابة آلافِ المواطنين بإصابات متفاوتة، وهو مما يتسبب بكثير من الألم والمعاناة للمجتمع الفلسطيني، ويلحق بالاقتصاد خسائر وأضراراً مادية كبيرة، تزيد علىثمانين  مليون دولار سنوياً،وزد عليها الأضرار المعنوية، وفقدان القدرة على الكسب والعيش السليم.
هذا، وقد جاء الشعار (ابدأ بنفسك... كنْ ملتزماً) هذا العام معبراً عن ضرورة البدء والمبادرة في العمل، وليبيِّن أن نقطة البداية للسلامة المرورية تكون من كلّ فرد في المجتمع، ليكون كل شخص شريكاً في أعمال السلامة المرورية، فيبدأ بنفسه لتشمل جميع  الناس، لنصل معاً إلى حالة نظامية راقية، يسود فيها المبدأ المروري القويم والسليم ، وهو الّذي يحقق لنا السلامة والأمن على الطرقات، ويجنبنا ويلات ومآسي حوادث الطرق، ويسهم في إظهار وفائنا لعمقنا الثقافي والقيمي، وإثبات أننا شعب متمدن، يسعى لأخذ مكانته اللائقة بين شعوب ودول العالم.

أبوزنيد أبوزنيد
مدير المرور


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
29 مارس 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر