خير نساء الأرض

خير نساء الأرض
تاريخ النشر: 2019/06/23 - 08:20 صباحا

خير نساء الأرض

جعل الله -تعالى- تقوى القلوب ميزان التفضيل بين الخلائق، وسبباً لعلوّ مكانتهم عنده، حيث قال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، فإذا ورد حديث، أو قول في فضل أحد الناس، وفي جزائه العظيم عند الله سُبحانه؛ فإنّه ولا شكّ قد أدّى ما عليه ابتغاء مرضاة ربّه سُبحانه، ففاز بهذا المكان الرفيع، والأجر الجزيل، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قولاً في أفضل نساء أهل الجنة، وهو: (أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، ومريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ بنتُ مزاحمٍ امرأةُ فرعونَ)، حيث كان لكلّ واحدةٍ منهنّ تضحية، وعمل عظيم أدّته في سبيل دينها، ودعوتها حتى حازت هذه المنزلة الرفيعة عند الله تعالى، إذْ إنّهنّ لم يُبشرن بالجنة وحسب، بل رُفعن إلى حدّ الأفضلية المطلقة في الجنة.

خديجة بنت خويلد

خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسديّة، وهي أمّ المؤمنين زوجة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كانت طاهرة، ترفّعت عن أفعال النساء أيّام الجاهليّة، ثمّ تزوّجها الرسول، فكانت نِعم الزوجة الهانئة له، وكانت أوّل من آمن وصدّق برسالته، وثبّتته، وشدّت من أزره في بداية الأمر، حين عاد خائفاً يوم نزول الوحي عليه، ثمّ تتابعت فضائلها معه، بتثبيته، وتأييده حين كذّبه أهله، واستهزؤوا به، ثمّ صبرت مع زوجها حين حُوصر مع من آمن معه في الشِعب، فأكلت أوراق الشجر، وكانت صابرةً مُحتسبةً، وتوفّيت في السنة التي انتهى فيها الحصار، فحزن عليها النبي حزناً شديداً، حيث كان يحبّها، ويلجأ إليها في كلّ مُصابٍ يمرّ به، حتى قالت فيها عائشة رضي الله عنها: (ما غِرت على أحدٍ من نساء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ما غِرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر ذكرها). وكان لعظيم فضل خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أنّ جبريل -عليه السلام- أوصل لها سلاماً، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي، وبِشِّرْهَا ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ)، وقيل: إنّها بُشّرت ببيتٍ من قصب، والقصب هو: اللؤلؤ المجوّف؛ لأنّها حازت السبق إلى الإيمان، وليس فيه نصب ولا صخب؛ لأنّها لم ترفع صوتها على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً، ولم تتعبه، وتؤذه أبداً.

فاطمة بنت محمد

هي ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت تُكنّى بأمّ أبيها، فقد كانت المُعينة لأبيها من صغرها، وكانت مُدافعةً عنه أمام المشركين، وهي لا تزال في الخامسة أو السادسة من عمرها، ففي اليوم الذي ألقى المشركون على ظهر أبيها أمعاء جزورٍ، أقبلت وقد تركت اللعب مع صويحباتها حتى ترافق والدها، وتتابع مجريات دعوته للناس، ملاحظةً همّه في ذلك، فلمّا أقبل نفرٌ من المشكرين يضعون أمعاء الجزور على ظهر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو ساجد في الكعبة، جاءت مُسرعةً تزيله بيديها، وهي تدافع دموعها؛ إشفاقاً على أبيها، ثمّ إنّ فاطمة -رضي الله عنها- شهدت وفاة والدتها، وزواج أختها زينب، فأدركت أنّها ستكون المؤنس لوالدها، والمُعين له في بيته، فأدّت ما عليها حُبّاًـ وبرّاً به.

وعندما كبرت فاطمة -رضي الله عنها- تزوّجت بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد كان فقيراً، لا يملك المتاع الكثير، حتى إنّ مهرها كان درعاً قد غنمه عليّ -رضي الله عنه- بعد غزوة بدر فقط، فرضيت به، وأنجبت لعليّ الحسن والحسين وربّتهما، فكانا سيّدا شباب أهل الجنة، فنالت بتربيتها، وجهدها على ذلك أعظم الأجر، ولم تكن فاطمة على هذا الحال متفرّغةً للعبادة، والجهاد، والتربية فقط، فقد كانت تعمل في بيتها إذْ لا خادم لها ولا مُعين، فكانت هي من تخبز، وتعجن، وترتّب شؤون زوجها.

مريم بنت عمران

هي مريم عليها السلام، أمّ عيسى نبيّ الله، وصفها الله -تعالى- بقوله :(وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ)،[٧] فقد صبرت على الكثير من الابتلاءات التي مرّت بها، فقد نشأت يتيمة، وربّاها زكريا -عليه السلام- في المحراب والمسجد، بعد أن نذرتها أمّها لذلك وهي حامل بها، ثمّ حصل معها أصعب محنة عندما جاءها جبريل -عليه السلام- مُخبرها بأنّها ستكون حاملاً، وستلد دون زوج، فكان أعظم ابتلاء تعرّضت فيه؛ للتّشكيك، وسوء الظّن من قومها، خاصّةً أنّها كانت بتولاً، اجتنبت الرجال أكثر من أيّ امرأةٍ أخرى، ومع ذلك فإنّها حين أخبرها جبريل -عليه السلام- بخبر حملها لم تسأل ربّها دليلاً على حملها كما سأل زكريا، وعندما أنجبت مريم -عليه السلام- كانت وحيدةً ،بعيدةً عن أهلها ومَن يُعينها في وضعها، ثمّ أخذت ابنها، وواجهت به قومها، مؤتمرةً بأمر الله تعالى، ولذلك كانت صدّيقةً، مؤمنةً، طائعةً لله تعالى، فاستحقّت التكريم في آخرتها.

 

مريم بنت عمران

هي مريم عليها السلام، أمّ عيسى نبيّ الله، وصفها الله -تعالى- بقوله :(وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ)، فقد صبرت على الكثير من الابتلاءات التي مرّت بها، فقد نشأت يتيمة، وربّاها زكريا -عليه السلام- في المحراب والمسجد، بعد أن نذرتها أمّها لذلك وهي حامل بها، ثمّ حصل معها أصعب محنة عندما جاءها جبريل -عليه السلام- مُخبرها بأنّها ستكون حاملاً، وستلد دون زوج، فكان أعظم ابتلاء تعرّضت فيه؛ للتّشكيك، وسوء الظّن من قومها، خاصّةً أنّها كانت بتولاً، اجتنبت الرجال أكثر من أيّ امرأةٍ أخرى، ومع ذلك فإنّها حين أخبرها جبريل -عليه السلام- بخبر حملها لم تسأل ربّها دليلاً على حملها كما سأل زكريا، وعندما أنجبت مريم -عليه السلام- كانت وحيدةً ،بعيدةً عن أهلها ومَن يُعينها في وضعها، ثمّ أخذت ابنها، وواجهت به قومها، مؤتمرةً بأمر الله تعالى، ولذلك كانت صدّيقةً، مؤمنةً، طائعةً لله تعالى، فاستحقّت التكريم في آخرتها.

 

 


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية


حالة الطقس

أسعار العملات
12 ديسمبر 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر