حين ارتدت نابلس بزة الشرطة الخاصه شيع الوطن أبناءه كعرسان إلى السماء

حين ارتدت نابلس بزة الشرطة الخاصه   شيع  الوطن أبناءه  كعرسان إلى السماء
تاريخ النشر: 2025/05/21 - 05:36 مساءا

 

كتب العقيد علي العملة
مدير دائرة التوجيه السياسي والمعنوي
في الثامن عشر من أيار...توقفت عقارب الساعة قليلًا لتقف على أعتاب الفجيعة، ثم عادت تدق بنبض من دم ووفاء ...كان النهار يتهيأ كعادته للمرور، لكن نابلس كتبت على في صفحاتها سطراً استثنائياً "هنا ارتقوا... رجالٌ ما اعتادوا التراجع بل عرفوا الثبات، فصاروا تاريخاً، في ذلك اليوم، لم تسقط فقط جدران مقر الشرطة الخاصه بل سقطت المسافات بين الأرض والسماء، وصعدت أرواح أحد عشر فارسا دفعة واحدة، كأنهم اختاروا الطريق معا، واللحظة معا، والخلود معاً.، وأن يرتقوا من مواقعهم لا منها، وأن يغادروا الحياة وهم على العهد، واقفون في وجه العاصفة.
أيها الشهداء الأكرم منّا جميعًا... أنتم الذين عبرتم من الميدان إلى الخلود، من نداء الواجب إلى رحاب السماء، لقد كنتم الصوت في اللاسلكي، والنبض في الشارع، والدرع وقت الخطر، لم تتركوا مواقعكم حتى تركتم الحياة، ولم تخلعوا بزاتكم حتى احتضنتكم الأرض شهودًا على معنى الجندية الحقيقية، علمتمونا أن الواجب لا يقتصر على مهمة، بل هو قدر، وأن علم فلسطين لا يرفع بالكلمات، بل يعلق على أرواحكم الطاهرة، فمنكم تعلمنا أن نخدم الوطن بصمت، ونفديه بلا تردد، تعلمنا منكم كيف نحبه حبا لا تنقصه التضحيات، فسلام عليكم وعلى ارواحكم الطاهره التي لبت نداء الوطن… 
يا سادة نجدد اليوم عهد الوفاء لأحد عشر شهيدًا من خيرة رجال الشرطة الخاصة، الذين نقشت أسماؤهم في ذاكرة الوطن بأحرف من نور، وهم:
 النقيب رفعت خليل رباعية ابن طولكرم، المساعد رامي عبد العزيز عزت ياسين ابن عصيرة الشمالية، المساعد أحمد خالد صادق علي خضر ابن قوصين، المساعد نصري ناصر يعقوب حسين ابن دير الحطب، المساعد وائل عوض عبد الكريم أبو خضر ابن جنين، الرقيب فهد خلف مفلح بني عودة ابن اريحا الجفتلك، الرقيب معتز ناجح صخر الخطيب ابن بورين، الرقيب أول أيمن أحمد محمد خليل ابن ناقورة، الرقيب أول نبيل عصام أحمد إسماعيل ابن دير الغصون، الرقيب فادي سعيد عبد الرحمن أحمد ابن بيت دجن، الرقيب خالد عقاب حمد صبيح ابن تياسير، أنتم في السماء كما كنتم على الأرض، رسلًا للكرامة. أرواحكم تسكن تفاصيلنا اليومية، في الطابور الصباحي، في نداءات اللاسلكي، في كل خطوة يخطوها رفاقكم الذين ما زالوا على العهد.، اليوم  لا نرثيكم لأنكم رحلتم، بل لأنكم أبقيتم فينا ما لا يموت، فمنكم تعلمنا أن نخدم الوطن بصمت، ونفديه بلا تردد، أن نحمل ارواحنا على اكفنا لا لنقسو، بل لنحمي، وأن نحب هذا الوطن حباً لا تشوبه شائبه، ولا تنقصه تضحيات.
إن كنّا قد ودّعنا أجسادكم الطاهرة في نابلس، فإن كل فلسطين كانت حاضرة في وداعكم، من الخليل إلى جنين، من طولكرم إلى أريحا، ومن غزة إلى آخر شجرة زيتون في الوطن، هناك، في اللحظة ذاتها، كانت أمهات ينفضن الرماد عن الدمى، وعيون تبكي تحت الركام، وأحلام تسرق من قلوب الأطفال، كأن الوطن كله شيّعكم، وكأن أرواحكم التي حلّقت من نابلس مرّت فوق غزة لتقول لنا: "نحن واحد، ووجعنا واحد، ودماؤنا طريقنا إلى الحرية." سلام عليكم، على قلوبكم التي لم ترتجف، وأياديكم التي لم تتراجع، وعهدًا أن نظل نروي حكايتكم، ونعلم أبناءنا أن في هذا المكان مر الرجال... ومن هنا ارتقوا، فنهض الوطن.
ايها الشهداء يا من طاب لكم المقام في جنان الخلد،أنتم الآن في السماء كما كنتم على الأرض، رسلًا للكرامة، لتنم عيونكم بهدوء، فأرواحكم تسكن كل صباح في ندائنا في طوابير الصباح ، وفي كل ورديه، وفي كل خطوة في مسيرتنا، لا بل اطمئنوا فإن صوركم لا تفارق قلوب زملائكم، الذين ما زالوا على العهد سائرين، سيبقى الثامن عشر من أيار، تاريخاً لا ينسى في قلوبهم وقلوب كل ابناء شعبكم.


جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية


حالة الطقس

أسعار العملات
22 مايو 2025
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر