كلية فلسطين للعلوم الشرطية .. وبدأ الحلم بالاكتمال

كلية فلسطين للعلوم الشرطية .. وبدأ الحلم بالاكتمال
تاريخ النشر: 2012/05/23 - 07:16 صباحا
بقلم النقيب اياد دراغمة / مدير العلاقات العامة و الاعلام في شرطة محافظة اريحا :
عادت بي الذاكرة الى الوراء كثيرا ، الى بدايات تأسيس الشرطة الوطنية الفلسطينية مع بدء تطبيق اتفاقية غزة و اريحا اولا ، وعندما بدأت احصي عدد السنين ، وجدتها تقترب من الثمانية عشر عاما ، كنت شابا تخرجت من الثانوية العامة ، وعمري لا يتجاوز العشرين عاما عندما قدمت الى اريحا للتسجيل في الشرطة ، وفي اول دورة اعلن عنها في الضفة الغربية و تحديدا في مدينة اريحا حيث تواجد السلطة الوطنية الوحيد آنذاك . وفعلا ، توجهت الى مكان شبه مهجور عبارة عن مدرسة قديمة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ، يقع في شمال مدينة اريحا ، وتحيط به من كل الجهات منطقة رملية مفتوحة ، فلا اسوار ولا بوابات ولا اي شيء آخر ، سوى الحر و الغبار المتطاير ، مع العلم ان التاريخ كما اذكر كان 22 /10 /1994 ، ووجدت عسكريا يجلس في المدخل الرئيسي للمدرسة ، او التي كانت مدرسة ، يلبس بدله عسكرية ويضع رتبة على كتفيه لا اعلم ماذا تعني ، ولكني توقعت انه ضابط لان عددا من العسكريين بلباس الشرطة التقليدي الذي نعرفه يحيطون به وبطاولة صغيرة وضع مرفقيه عليها . ابتسم الضابط وسألني مباشرة اذا ما احضرت معي اي ورقة ، فأخرجت من جيبي ورقة مختومة من مركز شرطة اريحا بعد ان مررت بفحص طبي سريع وقال لي الطبيب وقتها انني طويل وأصلح للعسكرية ، وبعد ان قرأها ، قال لي الرائد ابو الطاهر أو (محمد طاهر جبر) وهذا اسم الضابط الذي استقبلني ، و كما عرفناه وعرفه الكثيرون وقتها " اهلا وسهلا بك في مدرسة الشرطة في النويعمة " ، وبعد ساعة بدأت التدريب ، فكانت هذه اللحظة والتي عاشها معي 260 متدربا من جميع محافظات الضفة لمدة شهرين في دورة الافراد التأسيسية الاولى ، حيث بنينا الخيام وسهلنا بعض الميادين من الحجارة وأشياء كثيرة قمنا بها لا مجال لذكرها الان ، واتركها للذاكرة وللزمن . ومع اختصار الزمن ومروره بسرعة امام اعيننا وتقلباته على اجسادنا ، نرى امامنا الآن في نفس المكان ، وفي تلك الساحات التي احتضنت الكثير من الدورات ، وتعاقب عليها الكثير من المدراء و الاسماء ، منهم من لاقى ربه ، ومنهم من ينتظر ، نرى مباني شاهقة و راقية ، شوارع وبنى تحتية ، صالات و مدرجات وميادين و كثير من التنظيم في البناء والعمل ، كما اننا نشهد فعلا الرفاهية في كل شيء و في كل زاوية من تلك المدرسة التي اصبحت اثرا بعد عين ، و اصبحت تسمى الآن كلية فلسطين للعلوم الشرطية ، فتلك كانت قصتها . ولسرد قصتها الجديدة والحديثة ، التقينا بمدير الكلية المقدم زاهر صباح ، والذي تحدث عن الماضي ، ولكنه ركز على الحاضر بما يحمله من امل ، وعن الحلم الذي اصبح حقيقة وواقعا يفخر به كل عسكري في المؤسسة الامنية الفلسطينية ، وكل مواطن يرى الأمن حقيقة لا خيال  ، لينام آمنا على ماله ونفسه وأهله لا يخشى إلا الله سبحانه و تعالى . التأسيس والموقع : يقول المقدم صباح "تأسست كلية الشرطة مع بداية إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994م، وعقدت أول دورات الشرطة حيث كانت تستخدم الخيام كمنامات لطلاب الدورات في مبنى قديم كان يستعمل مدرسة ابتدائية في مخيم النويعمة الذي دمرته قوات الاحتلال سنة 1967م بعد احتلالها لمدينة أريحا وقراها ، وتقع كلية الشرطة في قرية النويعمة الملاصقة ( 3 كم ) شمال مدينة اريحا وتتربع على قطعة ارض تبلغ مساحتها 90 دونما . اما بخصوص الانشاءات الحديثة فيقول صباح " لقد بدأنا بها وبتوجيهات ومتابعة حثيثة من قبل اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة وفي ادق التفاصيل احيانا ، وبتبرع سخي من دول الاتحاد الاوروبي ، حيث انطلقنا في العام 2008 بالبنية التحتية في جميع مرافق الكلية ثم انطلقنا بالمباني الواحد تلو الآخر حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان ، فيما سنكمل وبشراكة حقيقة مع الاتحاد الاورروبي ايضا منشآت اخرى لها اهمية بالغة ستسهم في تأهيل ضباط و افراد الشرطة ". وعن الطاقم يقول المقدم صباح "تحظى الكلية بطاقم متخصص في مجالات التدريب والتعليم فجميع ضباط وضباط صف وأفراد مرتب الكلية من حملة الشهادات العليا و متخصصين كل وفق مجاله ، وهم من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد الفلسطينية والعربية والدولية ، وتعكف كلية الشرطة باستمرار على تدريب وتأهيل طاقم الكلية بما يلبي احتياجات الشرطة العصرية وذلك لمواكبة التطور الحاصل في المجتمع بشكل عام والمجال الشرطي بشكل خاص. أما أهداف الكلية فيوضح صباح "انها تتمحور حول توفير حاجة الشرطة من القوى البشرية وإعادة تأهيل منتسبي الشرطة وذلك عبر الحاقهم بدورات تخصصية والارتقاء بمستوى اداء العاملين بجهاز الشرطه من ضباط وضباط صف وإفراد  ضمن دورات تأهيل الضباط ودورات  تخصصيه في مختلف مجالات العمل الشرطي" . و اضاف "انه و لضمان جودة التعلم والتدريب وتوفير بيئة تعلم مساعدة على إثارة التعلم وتحفيزه فأننا نولي اهتماما كبيرا لضبط معايير بيئات التعلم وتوصيفها والتعريف بالقاعات المناسبة لتقديم برامجنا التدريبية فيها ، والتي تتوافق مع معايير حقائبنا التدريبية والاستراتيجيات  والطرق التدريبية المتبعة فيها. و البيئة التدريبية نقصد بها كل ما يحيط بالمتدرب، وهي على قسمين الأول بيئة التدريب المادية وأساسها درجة الحرارة ، فإن طبيعة مدينة أريحا تعتبر حارة جداً في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة في بعض الأيام  إلى 47 درجة مئوية ، لذلك لا نستقبل طلاب أو متدربين في تلك الفترة و قاعات التدريب والتعليم مستقلة عن بقية أقسام الكلية ، ولا يوجد بها سوى الطلبة والمحاضرين و المتدربين والمدربين. اما بيئة التدريب المعنوية فهي لا تقل أهمية عن سابقتها، ونحن نسهم في توفير بيئة معنوية صحية ، ونعامل المتدرب كراشد لا كصغير ونتجنب التهديد المستمر بالتقييم ونطلب دعمه ونشركه في اتخاذ ما يتعلق به من قرارات ،  اضافة الى اننا نناقش العوائق التي قد تحول دون استفادته من البرامج التدريبية ونذللها ، ونحن نستخدم ارقى تصرف في التدريب مع كل المتدربين ، لأننا نريد منهم ان يتعاملوا بأفضل السبل و الطرق مع المواطنين و حتى يقدموا لهم افضل خدمة ممكنة وبمهنية و اقتدار . وفيما يتعلق بالمواد التعليمية في الكلية فيوضح المقدم صباح ان الوسائل التعليمية لم تكن متوفرة في ذلك الوقت وكانت الوسائل التعليمية المتاحة متواضعة جدا ، وتم تطوير المناهج التعليمية والتدريبية الخاصة بالدورات التأسيسية ودورات تأهيل الضباط  والدورات التخصصية المختلفة بطريقة علمية منهجية , وذلك من قبل ضباط مؤهلين حاصلين على دورات في اعداد وتدقيق المناهج . ويقول " لقد تطورت علوم الشرطه في السنوات الاخيره لتشمل نواحي فنيه وعلميه متعمقة في مجالات ادارة وتنظيم الشرطه وعملياتها والتحقيق والبحث الجنائي والطب الشرعي ومكافحة المخدرات والمرور وغيرها من العلوم الشرطيه الاخرى ،كذلك فان التطور التقني والابتكارات العلميه الحديثه التي ظهرت في كافة جوانب الحياة من الممكن استخدام العديد منها في مجال العمل الامني والجنائي ". و يضيف "وتقديرا لأهمية الدور الاجتماعي للشرطة فان المواد الاجتماعية والانسانيه كآداب السلوك الاجتماعي وفن الاتصال مع الجمهور والعلاقات العامه وحقوق وحريات الانسان و غيرها شكلت جانبا مهما من المناهج الشرطيه الحديثة التي تدرس الآن قي الكلية" . ويتابع قائلا "مواصفات المواد التدريبية فعالة فهي بالنسبة للمتدرب واضحة ومنظمة جيداً وتعكس أهداف محددة ومتعددة ومتتابعة المراحل وتعطي تعليمات وإرشادات واضحة له ، كما انها معدة لتنتقل من العرض إلى الممارسة والتطبيق وتقدم مجموعة مختلفة من النشاطات التدريبية وتتعلق بمجال أداء المشاركين وتعطي الفرصة للتقييم الذاتي" . اما بخصوص محاكاة التدريب ، فيقول " نحن نستخدم المحــاكاة الحيــــة في التدريب ، وهـــى التي يستخــدم فيـــها أناس حقيقيون أدوات أو دمى للمحــاكاة في العالـــم الواقعي ، و ايضا المحاكاة التخيلية وهــى التي يستخدم فيــها أناس حقيقـــيون أدوات للمحاكاة في العالم أو البيئة التخيلية، و من خلال الاختبارات القياسية يطلق على المحاكاة الحية اصطلاح ما يسمى بالفائقة الدقة حيث تعمل على إنتاج نماذج ذات إشارة لأداء مرجح مقارنة بالنماذج الأخرى ذات الدقة المنخفضة، و أيضا لابد من الإشارة إلى أن محاكاة القلم و الورق تقدم فقط إشارات للأداء الممكن ". وإذا تحدثنا بلغة الارقام  فان الكلية وحسب احصائياتها الدقيقة على مدى الثمانية عشر عاما ، فقد خرجت اعدادا كبيرة نفاخر بها ، فعدد الضباط الجامعيين بلغ 537 ضابطا من حملة شهادة البكالوريوس عبر 4 دورات عقدت فيها ، كما تم تأهيل 618 ضابطا في 8 دورات ، اما صف الضباط وعبر 3 دورات فقد خرجت الكلية 220 منهم ، فيما بلغ عدد الافراد المستجدين حتى الآن 9650 فردا من خلال 29 دورة ، ووصل عدد الذين تم تأهيلهم من ضباط وأفراد في دورات تخصصية تأسيسية ومتقدمة بلغ عددها 185 دورة  تخرج منها 2641 مشاركا .

جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر الشرطة الفلسطينية

حالة الطقس

أسعار العملات
26 أبريل 2024
العملة
بيع

المناسبات الاجتماعية

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر